مقدمة
  الله $ امتحنهم الله تعالى وامتحن بهم، وهذا خاتم المرسلين الرحمة المهداة للعالمين ÷ امتحنه الله تعالى بأشياء كثيرة من المشركين ومن أهل الكتاب، وفي كل سبيل من سبل حياته المملوءة بالبلوى والامتحان، وهذه أمته ÷ ابتلاهم الله تعالى بأشياء كثيرة من التكاليف الدينية والدنيوية.
  ومن ذلك أن ابتلاهم بأهل بيت نبيهم ÷ وذريته وبمحبتهم وموالاتهم ومودتهم، وما إلى ذلك، قال الله تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ ٣١}[محمد] وقال الله تعالى: {الم ١ أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ ٢ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ ٣}[العنكبوت] فيجب أن نصبر على البلوى، وأن نستجيب لداعي ربنا وحديث نبينا، وأن نجتهد في عمل ما أمرانا به واجتناب ما نهيانا عنه، وأن نحب من أحبا، ونبغض من أبغضا، وأن نتبع ما هو أزكى وأولى؛ لأن الحب في الله والبغض في الله فرض على كل مسلم ومسلمة قال الله تعالى: {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ}[المجادلة ٢٢] وقال الله تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ٣١}[آل عمران] فلعل سامعاً يسمع، ولعل راجعاً يرجع، ولعل ناظراً ينظر ويستبصر ويفكر؛ فإن النظر الصادق دليل إلى التمسك بالحق، والتفكر الصحيح يؤدي إلى معرفة الحقيقة لمن أراد الحقيقة، وقد ملئ