الحديث السادس: حديث المباهلة
  وأخرجه ابن جرير بسنده، عن زيد بن علي، في قوله تعالى: {فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ٦١}[آل عمران]، قال: كان النبي ÷ وعلي وفاطمة والحسن والحسين، أي الذين خرجوا للمباهلة، فنكص نصارى نجران.
  وروى الطبري، عن أبي سعيد ¥: لما نزلت هذه الآية: {فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ} الآية، دعا رسول الله ÷ علياً وفاطمة وحسناً وحسيناً، وقال: «اللهمّ هؤلاء أهلي»، قال: أخرجه مسلم، والترمذي.
  وقال شيخنا العلامة شيخ الإسلام الإمام مجد الدين بن محمّد المؤيدي في (لوامع الأنوار): قال الإمام الحجّة المنصور بالله عبد الله بن حمزة #، في سياق خبر المباهلة: وهذا الخبر مفيد جداً، لأنّه أثبت أن وَلَدَي علي ولدان لرسول الله ÷، إلى قوله: وأثبت أن المراد بقوله في الآية: {وَنِسَاءَنَا} فاطمة، فخرجت زوجاته عن مقتضى الآية والخبر، ولا خلاف بين الأمّة أنه لم يدع أحدا من زوجاته، إلى قوله: وأنّ المراد بقوله {وَأَنْفُسَنَا} ؤ محمداً وعلياً ª وآلهما، فكيف يجوز لنفس أن تتقدَّم على نفس رسول الله ÷؟! وكيف يُعترَى الشّك في كونه أفضل الصحابة ¤؟! وكم من آية يمرون عليها وهُم عنها معرضون، ويتلونها وهُم عنها عَمون. انتهى.
  وقال الأمير الناصر للحق الحسين بن محمد بدر الدّين في (الينابيع): أطبق أهل النقل كافة مع اختلاف أغراضهم واعتقاداتهم يعني على خبر المباهلة، وقال أخوه الإمام الأوحد الحسن بن محمّد: متواتر.