الحديث السابع: حديث المودة
  وقال ابن حجر المكيّ: أخرج أحمد والطّبراني وابن أبي حاتم والحاكم، عن ابن عباس: أن هذه الآية لمّا نزلت قالوا: يا رسول الله من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم؟! قال: «عليّ وفاطمة وابناهما».
  وروى أبو الشيخ وغيره عن عليّ كرم الله وجهه: فينا آل حم، آية لا يحفظ مودتنا إلا كلّ مؤمن، ثمّ قرأ: {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى}.
  وأخرج البزّار والطّبراني عن الحسن ¥، أنه خطب خطبة من جملتها: من عرفني فقد عرفني، ومن لم يعرفني فأنا الحسن بن محمد ÷، ثم تلا: {وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائِي إِبْرَاهِيمَ} الآية [يوسف: ٣٨]، ثم قال: أنا ابن البشير، أنا ابن النذير، ثم قال: وأنا من أهل البيت الذين افترض الله ø مودتهم وموالاتهم، فقال فيما أنزل على محمّد ÷ {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى}، وفي رواية: الذين افترض الله مودّتهم على كلّ مسلم، وأنزل فيهم: {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا}[الشورى: ٢٣]، واقتراف الحسنات مودّتنا أهل البيت.
  وأخرج أحمد، عن ابن عباس في: {وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا}، قال: المودّة لآل محمد ÷.
  وأخرج الحافظ السلفي في قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا ٩٦}[مريم]، عن محمد بن الحنفية، قال في تفسير هذه الآية: لا يبقى مؤمن إلاّ وفي قلبه ود لعليّ وأهل بيته.
  وأخرج الحاكم والترمذي وابن حبّان وابن ماجه: أنّ رسول الله ÷، قال: «أنا حربٌ لمن حاربهم، وسلم لمن سالمهم».