الحديث الثاني عشر: حديث مدينة العلم
  قال الأمير أيضاً: قلت: وسمعت ما قاله الحافظ العلائي: أنه لا علّة، وإنّما دعوى الوضع دفع بالصّدر، وقد قال الذّهبي في حقٌ العلائي: أنّه قرأ، وأفاد، وانتقى، ونظر في الرجال والعلل، وتقدّم في هذا الشأن مع صحّة الذّهن، وسرعة الفهم. انتهى هذا كلام الذهبي فيه وهو من معاصريه ومن أقرانه، وقد أثنى عليه غيره ممّن تأخر عن عصره بأكثر من هذا، فظهر لك بطلان دعوى الوضع وصحّة القول بالصحّة كما اختار الحافظ السيوطي، وهو قول الحاكم وابن جرير، إلى أن قال الأمير: انفتح لنا من خصوصية هذا الباب المعنوي ذكر ما خصّه الله من فتح بابه إلى مسجده ÷ وسدّ ما عداه من الأبواب كما أخرجه أحمد من حديث زيد بن أرقم، قال: كان لنفر من أصحاب النبي ÷ أبواباً شارعة إلى المسجد، قال يوماً: سدّوا هذه الأبواب إلا باب عليّ، قال: فتكلم في ذلك ناس، قال: فقام رسول الله ÷: فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: «أما بعد، فإني لما أمرت بسدّ هذه الأبواب غير باب علي، فقال فيه قائلكم، وإني والله ما سددت شيئاً، ولا فتحتُ شيئاً، ولكنّ أمرت بشيء فاتبعته».
  وأخرج أحمد من حديث ابن عمر، قال: لقد أوتي ابن أبي طالب ثلاثُ خصال لأن يكون لي واحدةٌ منهنٌ أحب إليَّ من حمر النّعم: زوجه النبي ÷ ابنته، وولدت له، وسد الأبواب إلا بابه في المسجد، وأعطاه الرّاية يوم خبير.
  قلت: ولعلّه سقط (قال عمر)، فإنّ هذا مرويّ عنه، وكذلك رواية بريدة، أنّ عمر قال، ذكر ذلك المحبّ الطبري، ورواية سدّ الأبواب إلاّ باب عليّ # متعددة رواها أحمد والنسائي من طريق سعد بن