الحديث الثاني عشر: حديث مدينة العلم
  أعطى القرآن عزائمه ففاز منه برياض مونقة، ذاك علي بن أبي طالب #، أخرجه القلعي، إلى أن قال: وناهيك أنه أقضى الأمّة، كما أخرجه البغوي في (المصابيح الحسان) عن أنس أنّ رسول الله ÷، قال: «أقضى أمّتي عليّ».
  وعن عمر، قال: أقضانا عليّ، أخرجه الحافظ السلفي.
  وعن معاذ، قال: قال رسول الله ÷ لعليّ: «تخصمُ الناس بسبع، ولا يُحاجّك أحد من قريش، أنت أولهم إيماناً بالله، وأوفاهم بعهد الله، وأقومهم بأمر الله، وأقسمهم بالسوية، وأعدلهم في الرعيّة، وأبصرهم بالقضيّة، وأعظمهم عند الله مزيّة»، أخرجه الحاكم.
  وكيف لا يكون أقضاهم وقد دعا رسول الله ÷ بأن يهدي الله لسانه، ويثبت قلبه كما أخرج الحاكم في (المستدرك)، عن عليّ #، أنه ÷ قال: «اللهمّ ثبّت لسانه واهد قلبه».
  وأخبر ÷ أنه تعالى فعل ذلك، كما أخرجه أحمد وغيره من حديث علي #، قال: لمّا بعثني رسول الله ÷ إلى اليمن قاضياً، وأنا حديث السن، فقلت: يا رسول الله، تبعثني إلى قوم يكون بينهم أحداثٌ ولا علم لي بالقضا، قال: «إنّ الله يهدي لسانك ويُثبت قلبك»، قال: فما شككت في قضاء بين اثنين.
  وناهيك به علماً أنه لم يكن أحد من أصحابه ¤ يقول: سلوني غيره، كما أخرج أحمد في (المناقب) عن سعيد بن المسيب، قال: لم يكن أحدٌ من أصحاب رسول الله ÷ يقول: سلوني إلاّ عليّ.