الحديث الثالث عشر: حديث الراية
  مقالاً لا تمر بملأ من المسلمين إلا أخذوا التراب من تحت رجليك، وفضل طهورك، يستشفون بهما، ولكن حسبك أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى غير أنّه لا نبّي بعدي، وأنت تبرئ ذمتي، وتستر عورتي، وتقاتل على سنتي، وأنت غداً في الآخرة أقرب الخلق منّي، وأنت على الحوض خليفتي، وإنّ شيعتك على منابر من نور، مبيضّة وجوههم حولي، اشفع لهم، ويكونون في الجنة جيراني، لأن حربك حربي، وسلمك سلمي، وسريرتك سريرتي، وأنّ ولدك ولدي، وأنت تقضي ديني، وأنت تنجز وعدي، وأنّ الحق على لسانك، وفي قلبك، ومعك، وبين يديك، ونصب عينيك، الإيمان مخالط لحمك ودمك، كما خالط لحمي ودمي، لا يرد عليّ الحوض مبغضٌ لك، ولا يغيب عنه محبّ لك»، فخرّ عليّ ساجداً، وقال: الحمد لله الذي منّ عليَّ بالإسلام، وعلّمني القرآن، وحبّبني إلى خير البريّة، وأعزّ الخليفة، وأكرم أهل السّماوات والأرض على ربّه، خاتم النبيين، وسيد المرسلين، وصفوة الله في جميع العالمين، إحساناً من الله تعالى وتفضلاً منه عليّ، فقال له النبي ÷: «لولا أنت يا عليّ، ما عُرف المؤمنون بعدي، فقد جعل الله ø نسل كلّ نبيّ من صلبه، وجعل نسلي من صلبك، يا عليّ فأنت أعزّ الخلق بعدي، وأكرمهم على الله وأعزّهم عندي، ومحبّك أكرم من يرد عليَّ من أمتي»، قال الأمير: وفصول هذا الحديث لها شواهد من كتب الحديث، مخرجه تأتي مفرقة.
  وفي (البخاري)، عن سهل بن سعد ¥، أن رسول الله ÷، قال: «لأعطينّ الرّاية غداً رجلاً يفتح الله على يديه»، قال: فبات النّاس يدوكون ليلتهم، أيهم يُعطاها، فلمّا أصبح النّاس، غدوا على