النصوص الصحيحية والأخبار الصحيحة،

القاسم بن أحمد المهدي (معاصر)

الحديث الرابع عشر: حديث الطير

صفحة 130 - الجزء 2

  ففتحت له، فَأَكلَ مَعَ رَسُول الله ÷ من الطيرين حتى فنيا⁣(⁣١).

  وأخرج ابن المغازلي في (مناقبه)، بسنده إلى أنس بن مالك، قال: أهدي الرسول الله ÷ طيرٌ مشوي، فلما وضع بين يديه، قال: «اللهم ائتني بأحب الخلق إليك يأكل معي من هذا الطّير»، قال، فقلت في نفسي: اللهم اجعله رجلاً من الأنصار، قال: فجاء علي، فقرع الباب قرعاً خفيفاً، فقلت: من هذا؟! فقال: علي، فقلتُ: إنّ رسول الله ÷ على حاجة، فانصرف فرجعتُ إلى رسول الله ÷، وهو يقول الثانية: «اللهم ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي من هذا الطائر»، فقلت في نفسي: اللهم اجعله رجلاً من الأنصار، قال: فجاء علي #، فقرع الباب، فقلت: ألم أخبرك أنّ رسول الله ÷ على حاجة، فانصرف، فرجعت إلى رسول الله ÷ وهو يقول الثالثة: «اللهم ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي من هذا الطائر»، فجاء عليّ فضرب الباب ضرباً شديداً، فقال رسول الله ÷: «افتح افتح، أفتح»، فلمّا نظر إليه رسول الله ÷، قال: «اللهم اللهم اللهم وإليَّ وإليَّ وإليَّ»، قال: فجلس مع رسول الله ÷ يأكل معه من الطير. انتهى.

  قلت: هذا الخبر رواه جماعةٌ عن أنس، منهم سعيد بن المسيب، وعبد الملك بن عمير، وشيبة بن الحجاج الطائفي، وابن أبي الرجا الكوفي، وأبو الهيد بن إسماعيل بن عبد الله بن جعفر، ونعيم بن سالم بن قنبر، وغيرهم، إلى آخره. انتهى نقلاً من (الروضة) للأمير.

  وفي (لوامع الأنوار): أخرج الترمذي، من رواية جميع بن عمير، قال: دخلت مع عمتي على عائشة، فسئلت: أي الناس كان أحب إلى


(١) فضائل الصحابة: ٢/ ٥٦٠.