الحديث الستون حديث في تزويج فاطمة الزهراء &
  الأرحام، وألزم الأنام، فقال عزّ من قائل: {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا ٥٤}[الفرقان]، فأمر الله يجري إلى قضائه، وقضاؤه يجري إلى قدره، ولكل قضاء قدر، ولكلّ قدر أجل، ولكل أجل كتاب، {يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ ٣٩}[الرعد]، ثم إِنَّ الله تعالى أمرني أن أزوج فاطمة بنت خديجة، من علي بن أبي طالب، فاشهدوا أني قد زوّجته على أربعمائة مثقال فضّة إن رضي بذلك علي بن أبي طالب، ثم دعا بطبق من بسر فوضعت بين أيدينا، ثم قال: «انتهبوا»، فانتهبنا، فبينا نحن ننتهب إذ دخل علي ¥ على النبي ÷ له فتبسم النبي ÷ في وجهه، ثم قال: «إن الله قد أمرني أن أزوجك فاطمة على أربعمائة مثقال فضّة إن رضيت بذاك»، فقال: قد رضيت بذلك يا رسول الله. قال أنس فقال النبي ÷: «جمع الله شملكما، وأسعد جدكما، وبارك عليكما، وأخرج منكما كثيراً طيباً»، قال أنس: فو الله لقد أخرج الله منهما الكثير الطيب. أخرجه أبو الخير القزويني الحاكمي.
  وعنه قال: كنت عند النبي ÷، فغشيه الوحي فلمّا أفاق قال: «تدري ما جاء به جبريل»؟! قلت: الله ورسوله أعلم. قال: «أمرني أن أزوّج فاطمة من علي، فانطلق وادع لي أبا بكر وعمر وعثمان وعلياً وطلحة والزبير وبعدّة من الأنصار» ثم ذكر الحديث بتمامه، قال: فلما أقبل علي، قال له»: يا علي، إنّ الله جل وعلا أمرني أن أزوجك فاطمة وقد زوجتكها على أربعمائة مثقال فضة، أرضيت»؟! قال: قد رضيت يا رسول الله، قال: ثم قام علي فخر ساجداً لله شكراً، قال النبي ÷: «جعل الله منكما الكثير الطيّب، وبارك فيكما». قال أنس: فو الله لقد أخرج الله منهما الكثير الطيّب. أخرجه أبو الخير.