التصريح قوله تعالى: {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ٣٨}⁣[يونس] وقوله تعالى: {وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ٢٣ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ ٢٤}⁣[البقرة: ٢٣ - ٢٤] وقوله تعالى: {قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا ٨٨}⁣[الإسراء] وغير هذه الآيات النيرات الكريمات.

  وفي القرآن الكريم ما فيه من أفصح البيان، وأعذب الكلام، وأنق التعبيرات والطف المعاني وأدق الأحكام، وما انطوى عليه من الأخبار بالمغيبات الكونية، والمغيبات القديمة والحديثة والمستقبلية التي لم تتكشف بعد، ولله در السيد الإمام الهادي بن إبراهيم الوزير ¥ حين يقول في منظومته الخلاصة:

  وقلنا ابن عبدالله أعني محمداً ... نبي حباه الله بالفتح والنصر

  أتي بدليل أعجز الخلق عن يد ... وناظر أبناء الفصاحة من مضر

  كتاب عزيز محكم الآي صادع ... بأنواره الحسنى وآياته الزهر

  تحدى به من عارض الحق منهم ... فمالوا إلى قول الكهانة والسحر

  وقالوا افتراه قال هاتوا نظيره ... سواء علينا المفترى فيه والمفري

  فحادوا إلى السيف الذي كان قتلهم ... به يوم بدر سل عن السيف في بدر

  ومن ذلك أنه أمي لا يكتب قال الله تعالى: {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ