الباب الأول نماذج يسيرة مختصرة من حياة الرسول الأعظم ÷
  بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ١٥٧}[الأعراف].
  ومن ذلك ما ذكره الأمير في (سبل السلام): أن النبي ÷ نعى النجاشي في اليوم الذي مات فيه، وخرج بهم إلى المصلى فصف بهم وكبر عليه أربعاً متفق عليه.
  قال السيد البدر الأمير: وفي الحديث من أعلام النبوة إعلامهم بموته في اليوم الذي توفي فيه مع بعد ما بين المدينة والحبشة.
  ومن ذلك إخباره ÷ أن كسرى ملك الفرس وثب عليه ابنه شيرويه وقتله في ساعة كذا من ليلة كذا، ذكر ذلك المؤيد بالله في إثبات نبوته ÷، وروى ذلك أهل السير، وذلك أن رسول الله ÷ بعث عبدالله بن حذافة إلى كسرى يدعوه إلى الإسلام وكتب معه كتاباً، وقصته عجيبة، قال عبدالله: فدفعت إليه كتاب رسول الله ÷ فقرئ عليه ثم أخذه ومزقه، فلما بلغ رسول الله ÷ قال: «اللهم مزق ملكه»، وكتب - يعني كسرى - كتاباً إلى باذان عامله على اليمن أن ابعث من عندك رجلين جلدين إلى هذا الرجل الذي بالحجاز فليأتياني بخبره، فبعث باذان قهرمانه ورجلاً آخر وكتب معهما كتاباً، فقدما المدينة فدفعا كتاب باذان إلى النبي ÷ فتبسم رسول الله ÷ ودعاهما إلى الإسلام وفرائصهما ترعد، وقال: «ارجعا عني يومكما هذا حتى تأتياني الغد فأخبركما بما أريد»، فجاءاه من الغد فقال لهما: «أبلغا صاحبكما أن ربي قد قتل ربه كسرى في هذه