الحديث التسعون حديث في فضل أهل البيت ونزول سورة (الإنسان) فيهم
  شعير وملحاً جريشاً وماءاً قراحاً، فلمّا دنوا ليأكلوا وقف يتيم بالباب فقال: السّلام عليكم أهل بيت محمّد، يتيم من أولاد المسلمين، استشهد والدي مع رسول الله يوم أحد، أطعمونا أطعمكم الله على موائد الجنة، فدفعوا إليه أقراصهم، وباتوا يومين وليلتين لم يذوقوا إلا الماء القراح، فلمّا أن كان في اليوم الثالث عمدت فاطمة إلى الصاع الثالث وطحنته وعجنته وخبزت منه خمسة أقراص، وصاموا يومهم وصلى علي مع النبي المغرب ثم دخل منزله ليفطر، فقدمّت فاطمة خبز شعير وملحاً جريشاً وماءاً قراحاً، فلما دنوا ليأكلوا وقف أسير بالباب فقال: السلام عليكم يا أهل بيت النبوة، أطعمونا أطعمكم الله، فأطعموه أقراصهم، فباتوا ثلاثة أيام ولياليها لم يذوقوا إلاَّ الماء القراح، فلمّا كان اليوم الرابع عمد عليّ والحسن والحسين يرعشان كما يرعش الفرخ، وفاطمة وفضة معهم فلم يقدروا على المشي من الضعف، فأتوا رسول الله فقال: «إلهي هؤلاء أهل بيتي يموتون جوعاً، فارحمهم يا رب واغفر لهم، هؤلاء أهل بيتي فاحفظهم ولا تنسهم»، فهبط جبرئيل وقال: يا محمّد إنّ الله يقرأ عليك السّلام ويقول: قد استجيب دعاءك فيهم وشكرت لهم ورضيت عنهم، واقرأ: {إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا ٥} إلى قوله: {إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُورًا ٢٢}[الإنسان]. انتهى باختصار، وقد ساق أكثر من ثمانية عشر طريقاً للحديث.
  ورواه الإمام الزمخشري في تفسير سورة (الإنسان)، وزاد فيه: فلمّا أصبحوا أخذ علي ¥ بيد الحسن والحسين وأقبلوا إلى رسول الله ÷، فلمّا أبصرهم وهم يرتعشون كالفراخ من شدةّ الجوع قال: «ما أشدّ ما يسوءني ما أرى بكم»، وقام فانطلق معهم فرأى فاطمة