النصوص الصحيحية والأخبار الصحيحة،

القاسم بن أحمد المهدي (معاصر)

الحديث التسعون حديث في فضل أهل البيت ونزول سورة (الإنسان) فيهم

صفحة 283 - الجزء 2

  يذوقوا إلا الماء وأصبحوا صياماً، فلمّا أمسوا ووضعوا الطّعام وقف عليهم يتيم فآثروه، ثم وقف عليهم في الثالثة أسير ففعلوا مثل ذلك، فنزل جبريل بهذه السّورة وقال: خُذها يا محمّد هناك الله في أهل بيتك.

  وأخرج ابن السمّان في (الموافقة) عن جعفر بن محمد، عن أبيه: أنّ عمر أقطع عليّاً أرضاً بينبع ثم اشترى علي أرضاً إلى جنب قطعه، فحفر فيها عيناً، فبينما هم يعملون فيها إذ انفجر عليهم منها مثل عنق الجزور من الماء، قال علي #: فبشّر بذلك، قال: بشرّوا الوارث، ثمّ تصدّق بها على الفقراء والمساكين وابن السبيل، وفي سبيل الله يوم تبيضّ فيه وجوه وتسودّ فيه وجوه ليصرف الله بها وجهه عن النّار، وليصرف النّار عن وجهه.

  وأخرج أبو الحسن ابن المغازلين الشافعي في (مناقبه) بسنده عن طاوس في هذه الآية: {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا ٨}، الآية نزلت في علي بن أبي طالب، وذلك أنهم صاموا وفاطمة وخادمتهم، فلمّا كان عند الإفطار وكانت عندهم ثلاثة أرغفة قال: فجلسوا ليأكلوا فأتاهم سائل فقال: أطعموني فإنّي مسكين! فقام علي # فأعطاه رغيفه، ثم جاء سائل فقال: أطعموا اليتيم! فأعطته فاطمة الرغيف، ثم جاء سائل فقال: أطعموا الأسير! فقامت الخادمة فأعطته الرغيف، وباتوا ليلتهم طاوين، فشكر الله لهم، فأنزل فيهم هذه الآيات.

  وأخرج الإمام أبو سعيد المحسّن بن كرامة البيهقي الجشمي الشّهيد رحمة الله تعالى عليه ورضوانه في كتابه (تنبيّه الغافلين)، في قوله تعالى: {يُوفُونَ بِالنَّذْرِ} الآيات قيل: نزلت في علي، وفاطمة، والحسن،