شافي العليل في شرح الخمسمائة آية من التنزيل،

عبد الله بن محمد النجري (المتوفى: 877 هـ)

(سورة البقرة)

صفحة 11 - الجزء 1

  دلت هذه الآية على ان للقرابة حقا تجب رعايته وذلك يشمل الميراث، والتقديم في الاطعام والارشاد والتخصيص بالصدقة، والبر.

  وقد قال ÷: «افضل الصدقة على ذي الرحم الكاشح»، وسياتي في سورة النساء زيادة على ذلك.

  {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا}.

  دلت على حسن القول، وطيب النطق، وفي الحديث «اتقوا النار ولو بشق تمرة فمن لم يجد فبكلمة طيبة»، وعنه ÷ «الكلمة الطيبة صدقة»، وعنه ÷ «لا تحقرن من المعروف شيئا ولو ان تلقى اخاك بوجه طلق».

  وفى الترمذي: عنه ÷ «ليس المؤمن بالطعان، ولاباللعان ولا بالفاحش ولا البذئ».

  وفي الحديث انه قيل لرسول الله ÷ «ادع على دوس، فقال: اللهم اهد دوسا» وعن عيسى # «انه زجر كلبا فقال: اذهب عافاك الله، فقيل له اتقول للكلب عافاك الله فقال: لسان تعود منطقا طيبا».

  وظاهر الآية: حسن ذلك الى جميع الناس، وقد قال الله تعالى: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} الآية. وقال: {فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ} والضمير لليهود.

  {فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ٩٤}.

  ظاهرها انهم تركوا التمنى لقبح ما قدمت ايديهم فعلى هذا يجوز لمن قدم صالحا.

  قال: قاضي القضاة: يجوز إذا كان واثقا بايمانه، كماروى عن علي # انه تعرض للشهادة في موطن كثيرة.

  وعن حذيفة: انه كان يتمناه، فلما احتضر قال: حبا وكرامة.

  قال خبيب: جاء على فاقة لا افلح من ندم وغيرهما من الصحابة.