(سورة النحل)
(سورة النحل)
  {وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ} الآيه.
  دلت على حسن التجمل اظهارا لنعمة الله فيما لم يكن فيه شيء من الافتخار والمرح، والمباهاة وقد أجاز العلماء الاستئجار لذلك، وقد ورد في الحديث: أنه ينبغي للرجل إذا خرج إلى أصحابه أن يسوى رأسه ولحيته، فان الله جميل يحب الجمال.
  وفي الحديث: «عن ابن عمر وقد سأل النبي ÷: قال: قلت يا رسول الله أمن الكبر أن تكون لى الحلة ألبسها، قال لا، فقلت: أمن الكبر أن تكون لي دابة أركبها قال لا، فقلت أمن الكبر أن يكون لى أصحاب يمشون معى، قالا لا، فقلت فما الكبر: قال أن تسفه الحق وتزدري الناس».
  وفي الحديث «كلوا واشربوا والبسوا وتصدقوا في غير مخيلة، ولا سرف حتى تُرى نعمة الله عليكم، فان الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده».
  والأنعام المذكورة شاملة للثمانية الأزواج فتكون المنافع المذكورة من اتخاذ الدفء العرف والأكل، والجمال شاملة لها كلها، ويحتمل أن المراد الابل لأنه الغالب فى الاستعمال بقرينة قوله تعالى {وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ} لأن تحميل البقر، والغنم مما نهينا عنه ووجه أن تحميلها الشاق انما جاز شرعا فقط، فيقر حيث ورد ويحتمل أن اليسير كآلة الحرث مما لا بأس به لعادة المسلمين بعدم الانكار، ويعلم من ذلك شرف الابل، وقد قال ÷ «الابل عز لأهلها».
  وأما قوله ÷: «أنها خلقت من الشياطين لا يأتى نفعها الا من جانبها الأشأم، إن على ذروة كل بعير شيطانا» فالمراد ذوات النور والند.
  {وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ} الآيه.
  ذكر لها من تلك المنافع اثنين الركوب، والجمال، وفيهم أنه لا يجوز أكلها وهذا المفهوم دليل التحريم، مع الأصل عند الهدوية.