شافي العليل في شرح الخمسمائة آية من التنزيل،

عبد الله بن محمد النجري (المتوفى: 877 هـ)

(سورة الصافات)

صفحة 291 - الجزء 1

(سورة الصافات)

  {فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ ٨٨} قيل: كان يعرف في علم النجوم، فيحصل له ظن بأمارات، وكان ذلك العلم مستقرا الى أن دخلوا على عيسى لقتله.

  فقال لهم: من أين علمتم مكاني؟ قالوا من النجوم.

  فقال: اللهم توههم في علمها، وقيل كانوا يدعون ذلك العلم في وقته فأوهمهم أنه علم أنه سيقسم بوجع الطاعون وكانوا يتطيرون منه.

  فهربوا وتركوه في بيت الأصنام.

  والقول الثاني: فيه أنه يجوز التوصل بماصورته صورة المحظور، وفي ذلك خلاف قد تقدم مرارا.

  وقد علم تحريم النظر في علم النجوم لاستخراج علم الغيب والا طلاع على مالا يطلع عليه الا الله، وقد تقدم في سورة البقرة ذكره.

  {إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ} الآيه.

  القصة تدل على مايقال ان منامات الأنبياء وحى وكذا قد ورد في الحديث ذكره ابن كثير عن ابن أبي حاتم عن ابن عباس، وأما قوله تعالى: {إِذْ يُرِيكَهُمُ اللَّهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلًا} فالمراد التمثيل لأنهم قليل عند الله ومن حيث انهم مغلوبون.

  ومن ثم قيل: ما احتلم نبي قط، وانما الاحتلام من الشيطان: حكاه الطبري من طريق ابن عباس، ولكنه: ضعفه ابن دحية.

  وقال النووى: في شرح مسلم: الاحتلام منه جائز وليس من تلاعب الشيطان.

  بل من فيض يخرج في وقت ضجور.

  وقال في عين المعاني: ان آدم احتلم فخلق الله من منيه، يأجوج ومأجوج.

  ثم قال: وفيه نظر، انتهى.

  فأما منامات غير الأنبياء: فمنها حق، ومنها أضغاث، الا رؤياهم الرسول ÷، لقوله ÷: «من رآني في المنام فقد رآني،