(سورة البقرة)
  
(سورة البقرة)
  {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ} الآية.
  دلت اشارة مع قوله تعالى: {لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أُنْذِرَ آبَاؤُهُمْ} على وجوب الدعاء الى الدين وان ظن عدم التأثير، على الأنبياء فقط، لأنهم مبلغون، فيجب عليهم القدر الذي يحصل به التبليغ.
  وأما غيرهم فقال: القاضي: لا يحسن لأنه عبث والمختار يحسن، وسيأتي في سورة الأعراف ماهو أبسط من هذا.
  والآية أخبار من الله سبحانه وتعالى بأن الكفار لا يؤ منون.
  والسؤال الذي يرد ههنا: وهو أنه يلزم من تكليفهم بجميع ماجاء به النبي ÷: تكليفهم بالعلم بأنهم لا يؤمنون لأنه ماجاء به النبي ÷ في هذه الآية ونحوها، والعلم بأنهم لا يؤمنون مستلزم لعدم ايمانهم، اذ لا يكون العلم علما الا مع مطابقة المعلوم مع كونهم مكلفين بالايمان قطعا فيكون تكليفهم بالايمان والعلم بعدم الايمان تكليفا بالجمع بين النقيضين.
  وهو محال مدفوع بأنهم مكلفون بجميع ماجاء به النبي ÷ على الاجمال، وهو لا يستلزم ماذكر.
  {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ}.
  دلت على أن الكفار مخاطبون بالشرعيات كما هو مذهبنا، ومذهب ش، خلاف قول: ك وأبي حامد، والمنسوب للحنفية.
  قال بعضهم: الاتفاق على أنهم مخاطبون بثلاثة أشياء.
  ١ - الأول: العقوبات كالحدود، والقصاص.
  ٢ - الثاني: المعاملات: كالبيع، والأحكام، والا جارة والقرض.
  ٣ - الثالث: العبادات في أحكام الآخرة، فانهم معاقبون عليها.