(سورة براءة)
  الوعد، ويحتمل أنه كان أظهر له الاسلام كما هو ظاهر قوله {وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ ٨٦} وفيه اشعار ما بأنه ينبغى إشراك الوالدين الصالحين في الدعاء.
  {يَغِيظُ الْكُفَّارَ} الآيه.
  دلت على أن كل مافيه اغاظة فهو جهاد، قالت الحنفية، فيشارك المدد الغانمين حيث دخلوا دار العدو، قبل القسمة، فأما عندنا، وك وش: فانهم لا يشاركون بعد الاحراز.
  {وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا} الآية.
  عن أبي على وقواه الحاكم أن المراد النازحون عن رسول الله ÷، والنفير هو لطلب العلم من حضرته ÷، وقيل النفير في الجهاد في السرايا، وليتفقه المتخلفون، وينذروا الغزاة، إذا رجعوا، وقيل الغزو مع رسول الله ÷ ليتفقهوا أو ينذروا المتخلفين، وفي الآية دلالة على قبول خبر الآحاد، وأنه لا ينبغي الاشتغال بواجب وتعطيل آخر، بل يجب الجمع إذا أمكن، وقد دلت في بعض وجوهها على أن العلم أفضل من الجهاد كما ذكره أبو على، حيث جعل المراد الغزو مع رسول الله ÷ فانه جعل المقصود المهم منه هو أخذ العلم.
  {قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ} الآيه.
  دلت على أن جهاد الأقرب دارا أو نسبا هو الأولى بالتقديم، وهو تعليم بكيفية الجهاد، كما أنه يجب تقديم الأقرب بالانذار، بذل النصح لقوله تعالى {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ٢١٤} وقوله تعالى {قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا} ونحو ذلك ودلت على أن قتال البغاة أولى من قتال الكفار لتربهم وكونهم في دار الاسلام، وقد ذكر ذلك السيد م وغيره، قالوا ولأن معصيتهم في دار الاسلام وهو أغلظ من المعصية في دار الكفر كالمعصية في المسجد، قال الامام ي #: لا خلاف بين أئمة العترة أن جهاد البغاة أفضل من جهاد الكفار،