(سورة براءة)
  دلت على أنه ينبغي من الامام الدعاء لهم عند أخذ الزكاة بالتقبل والبركة ونحو ذلك، وقد قال ÷ لابن أبي أوفى حين جاء بصدقته: اللهم صل على آل أبي أوفى، وقال ش المختار أن يقول أجرك الله فيما أعطيت، وجعله لك طهورا، وبارك لك فيما أبقيت، وقال بعض أصحابه: الدعاء واجب لظاهر الآية ونسبه الى ش.
  {لَا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا} الآيه.
  دلت الآية على اشتراط نية القربة في جعل الأرض مسجدا، وعلى أنه لا مسجد لكافر، ويتفرع أنه لا يصح الوقف عليه ومثله لا يصح من المستغرق بالدين المطالب فيه أو بحقوق الله تعالى، وأنه لا يجوز تكثير سواد أهل الباطل، وقد قال ÷ من كثر سواد قوم فهو منهم، وأن التقزز في الطهارة مشروع كما هو مذهب الهدوية لأن التفعل يقتضى المبالغة.
  {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا} الآيه.
  دلت على حرمة الدعاء للكافر نصا، وللفاسق بالقياس للنص على الملة، لكن أما من علمناه مات مستحقا للنار فلا كلام في تحريم الدعاء له بالمنافع الأخرويه كالمغفرة والجنة ونحو ذلك، وأما الحي إذا كان كافرا أو فاسقا فكذلك أيضا عند الجمهور اعتبارا بالحال، وان كان يجوز أن يموت صالحا، وقال أبو على الغونوى من علماء الشافعية ونسبه الى الغزالي وغيره أنه يجوز الدعاء لأنه لم يتبين أنه من أصحاب الجحيم، وقال ولكن معنى الدعاء له بالمغفرة توقفت نيتة على سببها كما أن معنى الدعاء بالمغفرة والجنة للمؤمن هو ذلك.
  وقوله تعالى {وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ} الآية.
  جواب معارضة مقدرة وهي: استغفار ابراهيم لأبيه، وكان كافرا، وأجيب أن ذلك قبل أن يتبين له، فلما تبين له تبرأ منه فان كان تبريه منه بعد موته، كان ذلك حجة للقونوى، والا فهو حجة عليه، ويحتمل أنه استغفار مشروط بالتوبة لأجل