شافي العليل في شرح الخمسمائة آية من التنزيل،

عبد الله بن محمد النجري (المتوفى: 877 هـ)

(سورة الحجر)

صفحة 223 - الجزء 1

(سورة الحجر)

  {لَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ} الآيه.

  يؤخذ منها أنه ينبغي لمن منحه الله القرآن الكريم أن يشتغل بتلاوة لفظه وتدبر معانيه، مستحقرا في جنبه ماهو من محاسن الدنيا، وزخارفها، ومنه قوله ÷ «من لم يتغن بالقرآن فليس منا» ذكره الزمخشري وعن ابي بكر «من أوتي القرآن فرأى أن أحدا أوتي من الدنيا أفضل مما أوتى فقد صغر عظيما وعظم صغيرا».

  ويؤخذ منها أيضا أنه ينبغي للمؤمن ولو فقيرا أن لا يطمح بصره الى مافتن به أهل الدنيا، من أنواع الزخارف طموح رغبة، وتمنّ، لا سيما ان كان من العلماء الذين بهم يقتدى.

  وقد حكى الشيخ أبو جعفر عن ن # أنه كان لا يشرب في الأقداح المخروطة، وقد تقدم شيء من ذلك.

  ومن دعى من فقراء المؤمنين الى ولائم أهل الثروة، وكان يشاهد معهم من زخارف الدنيا، ومحاسنها مايورث في قلبه الحسرة، ويستصغر نعمة الله عليه، فعليه ألا يجيب بل تحرم الاجابة، وذلك عذر له في عدم الحضور.

  تمت سورة الحجر.