(سورة طه)
(سورة طه)
  {فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ} الآيه.
  ظاهر التعليل يشعربأنه ينبغى خلع النعلين في الأماكن الشريفة كالمساجد. وقد كان على # يخلعهما في عيادة مريض، وتشييع جنازة، وفي الجمعة والعيدين.
  ولكن قد ورد أنه ÷: كان يصلى تارة حافيا وتارة منتعلا، وقال ÷: «صلوا في نعالكم خالفوا اليهود».
  قال في الانتصار: ويستحب أن يصلي في النعل لهذا الحديث.
  فيحتمل أن يخص ذلك لأجل اليهود، فيكون ذلك جمعا بين الآية وفعل على #، بين فعل الرسول ÷ وقوله.
  وقد قيل: انما أمر موسى بالخلع ليقف، لأنه قد بلغ المقصد، فيكون من قبيل الكناية، مثل قوله:
  فألقت عصاها، واستقر بها النوى ... كما قرّ عينا بالاياب المسافر
  {رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي ٢٥} الآيه.
  يؤخذ منه أنه يجب فيمن تصدر لأمور المسلمين من الأئمة والقضاة فالأولى ألا يكون مشغولا بضجر القلب، وحرج الصدر، وفيران الغضب وقد قال ÷: «لا يقضى القاضي وهو غضبان».
  وقد دخل في ذلك الشجاعة، فلايستحكم في قلبه شدة الرعب وعظم الخور والجبن.
  وأخذ من قوله {وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي ٢٧} أنه لا يكون في النبي والامام ما ينفر عن القبول، أو يمنع من التبليغ، وقد علله بقوله تعالى: {يَفْقَهُوا قَوْلِي ٢٨} وهو نظير قوله: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ}.