(سورة العنكبوت)
(سورة العنكبوت)
  {أَثْقَالًا مَعَ أَثْقَالِهِمْ} الآيه.
  نظيره قوله ÷ «من سن سنة حسنة كان له أجرها، واجر من عمل بها من غير ان ينقص من أجورهم شيئا، ومن سن سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من غير ان ينقص من اوزارهم شيئا».
  ومن ثم عظمت طاعات العلماء ومعاصيهم لانهم قدوة لمن سواهم.
  {يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ ٥٦} الآيه.
  امر بالهجرة وعلل بسيعة الاراضي، وهو من قبيل التهيج يقول: كانكم انما اقمتم على الذل والهوان لضيق الارض، فهو نظير قوله في النساء {وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً}.
  ثم سلى المهاجرين بذكر الموت وانه لا بد من الخروج من الديار والاوطان، ومفارقة الاهل والاخوان ثم ذكر ما وعدهم به من غرف الجنان ثم أمرهم بالصبر والتوكل ووعدهم بالرزق، فانه كم من دابة عاجزة عن التكسب غير مهتدية لطلب الرزق وهو سبحانه يرزقها ويسوق اليها كفايتها فكيف بالمهاجر الى الله تعالى الفار اليه بدينه: وفي هذه الآيات من الحث على الهجرة، والتشجيع على الخروج من الاوطان، وترك الديار، والاموال ماليس في غيرها.