شافي العليل في شرح الخمسمائة آية من التنزيل،

عبد الله بن محمد النجري (المتوفى: 877 هـ)

(سورة الصافات)

صفحة 292 - الجزء 1

  فان الشيطان لا يتمثل بي» ثم اختلفوا في معنى الحديث، فقال القاضي أبوبكر: معناه أنها ليست أضغاثا.

  وقال الآخرون: بل رؤيا حقيقة.

  قال القاضي عياض: يحتمل أن مرادهم: إذا رآه على صفته المعروفة في حياته، والا كانت رؤيا تأويل يعني: فلا تكون حقيقه وان كان حقا غير أضغاث.

  واذا تقرر هذا فماسمعه الرائي في المنام ممايتعلق بالأحكام لا يعمل به لعدم ضبط الرائى لا للشك في الرؤية.

  ذكره القاضي حسين، ونقل القاضي عياض الا جماع عليه، وكذا النووي في شرح مسلم.

  ولكن قال: هذا حكم على خلاف ماقد حكم به أما إذا أمره بفعل ماهو مندوب أو ترك منهى عنه، أو يرشده الى مصلحة فلا خلاف في استحباب العمل على وفقه.

  ونقل من فتاوى الحناطي من أكابر الشافعية: من أفتاه الرسول في المنام بخلاف مذهبه وليس مخالفا لنص، ولا اجماع، ففى وجوب العمل عليه وجهان: أحدهما: يجب ويقدم على القياس.

  والآخر عكسه.

  وحكى عن أبي اسحاق الاسفرايني وعن القاضي شريح من علماء الشافعية: وجهان في وجوب العمل به.

  وفي تفسير البغوى في سورة الحجرات عن أبي بكر الصديق أنه حكم بمجرد المنام، وإستحسنه انتهى.

  فيكون ذلك عاضدا لأحد الوجهين.

  {وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ ١٠٧} الآيه.