(سورة الصافات)
  وشرف الضان على المعز، لأن الكبش جعل فداء لنبي الله وبدلا عنه، ومن ثم قال ÷ «صلوا في مرابض الغنم فانها بركه» ويروى: «اتخذوا الغنم فإنها بركة» ويروى «البركة في الغنم» وقال: «عليكم بالضان فانه مال ينمو».
  وقال ÷ «السكينة في الغنم وهى دواب أهل الجنة، ومامن نبي الارعاها».
  وقال ÷ «استوصوا بالمعز خيرا فانه مال رقيق» وانقشوا له عطنه أي نقوه سايؤذى من حجارة وشوك ونحوهما.
  وقال: «يأتي على الناس زمان خير مال المسلم الغنم يتبع بها شعف الجبال، ومواقع المطر، يفر بدينه من الفتنة».
  وشرف الضان على سائر الأنعام، أنه يجزى الجذع منه في الزكاة والأضحية، والهدى ولا يجزى من غيره الا الثني.
  ولذلك قال ك: التضحية به أفضل من الابل، والبقر، لأنها طريقة الرسول ÷.
  وأما قوله ÷ «سيد البهائم البقر» لما في العمل بها من تحصيل معايش سائر الحيوانات، دابتها وطيرها، وهى في التحقيق أصل بقاء العالم.
  وقوله ÷ «الابل عز لأهلها».
  فلعظم خلقها وخطر أمانها، ولذلك قرنت بالسماء والجبال والأرض في سورة الغاشية، وقال تعالى: {وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ ٦}.
  {فَسَاهَمَ} الآيه.
  دلت على أن للقرعة أصلا في الشرع، وقد تقدم في آل عمران.
  قيل: ان سبب المساهمة أنهم أشرفوا على الفرق، فرأوا أن يخففوا بطرح أحدهم، وهذا يدل بالقول على المصالح المرسلة كما روى عن مالك.