شافي العليل في شرح الخمسمائة آية من التنزيل،

عبد الله بن محمد النجري (المتوفى: 877 هـ)

(سورة ص)

صفحة 296 - الجزء 1

(سورة ص)

  {يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ ١٨} الآيه.

  عن ابن عباس: هي صلاة الضحى، وعنه ماعرفت صلاة الضحي الا بهذه الآية، وقد تقدم تفصيل الكلام فيها في سورة النور.

  {خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ} الآيه.

  المشهور أنهما ملكان، فيكون هذا على وجه التمثيل والتصوير القائل: لى أربعون من الغنم، ولك مثلها ثم خلطناها، كم فيها زكاة.

  ذكر معنى ذلك الزمخشرى.

  {فَاحْكُمْ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلَا تُشْطِطْ}.

  مثل هذا لا يجوز لأمة النبي أن يخاطبوه به وقد غضب النبي ÷ حين أخبره عبد الله بن مسعود: أن رجلا قال يوم حنين وهو يقسم الغنائم: ان هذه قسمة ماعدل فيها، وما أريد فيها وجه الله.

  قال عبد الله بن مسعود: فتغير وجه رسول الله ÷ حين أخبرته حتى صار كصرف وهو صبغ أحمر.

  ثم قال: «فمن يعدل؟ إذا لم يعدل الله ورسوله».

  ثم قال: رسول الله ÷ «يرحم الله موسى لقد أوذي بأكثر من هذا فصبر».

  أما الحكام فقال الحاكم: قد يجوز مخاطبتهم بذلك.

  وقد يقال: إذا كان فيه ايغار لصدر الحاكم كان محرما. وفيه اساءة أدب في مجلس الشرع وهضم لجانبه.

  {لَقَدْ ظَلَمَكَ} الآيه.

  انما ظلمه بعد سماع ماقال الآخر.