في رحاب سيرة الإمام المجدد للدين مجدالدين بن محمد بن منصور المؤيدي (ع)،

إبراهيم بن مجدالدين المؤيدي (معاصر)

[مقدمة]

صفحة 9 - الجزء 1

  سَرْحِ الشَّرِيعَةِ الْمُطَهَّرةِ من تَيَّارَاتِ المبَادِئ الإلْحَادِيَّة، فأقولُ:

  إنَّ الإسْلامَ ومُجْتَمَعَهُ الصَّحِيح إنَّما يَقُومُ على أُسُسِ الهِدَايَةِ، وأَقْطَابِ الدِّرَاية والرِّوَايَة، حُجَجِ الله على خَلْقه، وأُمَنائِه على تَبْلِيغِ نَهْيهِ وأَمْرِه، وَرَثَةِ الأَنْبِياءِ الذينَ اسْتَخْلَصَهم اللهُ وَوَفَّقَهُمْ لِقَهْرِ قُوَى الطَّبيعَةِ، وحُبّ المادَّة والشَّرَفِ، تَتَفَاعَلُ أَنْفُسُهم في التّصَوُّرِ الْمُسَدَّد الشَّامِلِ لأَبْعَادِ الملَّة الحَنِيفِيَّة، وأَسْرَارِها ومُقَوِّمَاتِها، وَما يَلْزَمُ لها وما يَتَنَافى مَعَهَا، وبالْوَعِي الكَامِلِ، والعَقِيدِةِ الرَّاسِخَةِ، والضَّمِيرِ الخَالِصِ عن جَميعِ الرَّوابِطِ والْمُلَابَسَاتِ والانْطِبَاعَاتِ بغيرِ الْمَنَاهِجِ الإلهِيَّةِ، والقِيَمِ الفَاضِلَةِ الزَّكِيَّةِ، ولِذَلِكَ اسْتَطَاعَتْ أنْ تَتَخَلّى عن الخطِّ النَّفْسِي، والاتّجاهِ العُنْصُرِيّ، والخُلُقِ التَّقْلِيدِيّ، والجَبَرُوتِ التَّغَطْرُسِيّ، وقَضَتْ على جَمِيعِ العَقَباتِ والحَوَائِلِ دُونَ أَدَاءِ أَمَانَتِها الكُبْرَى ورِسَالَتِها العُظْمَى، وهِيَ الدَّعْوَةُ إلى اللهِ وَرَسُولِهِ، والتَّمَشّي مع هَدْي الإسْلامِ، وهذا هو الاسْتِعْلاءُ الحَقِيقِيُّ الدَّائِمُ القَائِمُ، {سُنَّةَ ٱللَّهِ فِي ٱلَّذِينَ خَلَوۡاْ مِن قَبۡلُۖ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ ٱللَّهِ تَبۡدِيلٗا ٦٢}⁣[الأحزاب: ٦٢]، «إنِّي تَارِكٌ فيكُمْ ما إِنْ تَمَسَّكْتُمْ به لَن تَضِلُّوا من بَعْدِي أبَداً كتابَ اللهِ وَعِتْرَتي أَهْلَ بَيْتِي إنَّ اللَّطِيفَ الخبِيرَ نبَّأَني أنَّهما لن يَفْتَرِقا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الحَوْضَ»، «اللهمَّ بَلى؛ لا تخْلُو الأَرْضُ من قَائِمٍ لله بِحُجَّةٍ»، صَدَقَ اللهُ وصَدَقَ رسولُه، وصَدَقَ وَلِيُّهُ.

  والإمام الحجَّة/ مَجْدُالدِّينِ بنُ محمَّد المؤيَّدي # مِنْ مِصْدَاق واقِعِ هذه الأدِلّة الصادِقَةِ في عَصْرِنا، فَهُوَ مَنْ جَمَعَ الله به الفَوَاضِلَ