[مقدمة]
  التّنْزِيلِ، وَوُعَاةُ التّأْوِيلِ، وَرُعَاةُ التحْرِيمِ والتّحْلِيلِ، مَصَابِيحُ الظُّلَمِ، وَمَفَاتِيحُ البُهَم، وَيَنَابِيعُ الحِكَم، مَنْ سَرْبَلَهُم اللهُ بِسَرَابِيلِ النّبُوَّةِ في الابْتِدَاءِ، وَكَلَّلَهم بِأَكَالِيلِ الإِمَامَةِ في الانْتِهَاءِ - مِنْ الوَاجِب الأَهَمِّ واللَّازِب الأَعْظَمِ.
  كَيْفَ لا! والدِّين بِسَوْحِهم مُتَّصل، والعِلْمُ إلى صَرْحِهم مُتَسَلْسِل، وَمَوَدّتُهم مُطَوَّقَةٌ بها الرِّقَاب، كما صَرَّحَتْ به السّنَّةُ وأَوْضَحَها الكتابُ، والمحبَّة والاتِّباعُ ممن ليس يَعْرِفُهُم تُحِيلُهُما الألْبَابُ، ولو لم يكن إلا الاقْتِدَاء بخَبَرهم، والاحْتِذَاء بسِيَرِهم، بل لو لم يكن من المرغِّبات إلا ما وَرَدَتْ به المأْثُورَاتُ أنَّ عِنْدَ ذِكْرِ الصَّالحينَ تَنْزِلُ البَرَكَاتُ.
  {وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَٱتَّبَعَتۡهُمۡ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَٰنٍ أَلۡحَقۡنَا بِهِمۡ ذُرِّيَّتَهُمۡ وَمَآ أَلَتۡنَٰهُم مِّنۡ عَمَلِهِم مِّن شَيۡءٖۚ}[الطور: ٢١]، {ذُرِّيَّةَۢ بَعۡضُهَا مِنۢ بَعۡضٖۗ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ٣٤}[آل عمران]، انتهى.
  نعم، قال السيّدُ العلَّامة/ الحَسَنُ بنُ محمَّد الفيشي ¦ في تَرْجَمَتِهِ للإمام مجدالدين المؤيَّدي #:
  ولِقِلَّةِ عَتَادي وقِصَرِ بَاعِيْ وَكَوْنِهِ كالشَّمْسِ رَابِعَةَ النَّهارِ، والقَضِيَّةَ الْمُسَلَّمَةَ التي لا يَتَسَرَّبُ إليها إِنْكَار، فسَأَسْلُكُ مَسْلَكَ الاخْتِصَار، وَكَيْفَ لي بِالإِجَادَةِ والإِحَاطَةِ في صِفَاتِ قُدْسِيَّةِ وَحِيدِ عَصْرِهِ في القِيَادَةِ الرُّوحِيَّةِ، وَسَفِيرِ الإسْلامِ لِتَجْدِيدِ مَعْرِفَةِ نُظُمِهِ الأَسَاسِيَّةِ، وَمُنْتِجِ الثَّرْوَةِ العُظْمَى من عُلُومِ العِتْرَةِ النَّبوِيَّةِ، وَحَامِي