في رحاب سيرة الإمام المجدد للدين مجدالدين بن محمد بن منصور المؤيدي (ع)،

إبراهيم بن مجدالدين المؤيدي (معاصر)

زيارته للإمام القاسم العياني # ببلاد سفيان وقواعد القبائل له #

صفحة 114 - الجزء 1

  العَرِيضَةِ السَّابقة من أسْلافِهم.

  وفي ذلك المقام شَكَوا إليه جَدْبَ بلادِهم وقِلَّةَ الماء لديهم، وطلَبُوا منه الدعاء لهم بأن يَسْقِيَ الله تعالى بلادَهم، فدعا لهم، وبعد أسبوع أَتَى منهم جَماعَةٌ إليه للزِّيارَةِ، وأخْبَرُوهُ أنَّ الله تعالى اسْتَجَابَ دُعَاءَهُ، وأنها هَطَلَتْ أَمْطَارُ خَيْرٍ وبركة ورَحْمَةٍ غزيرةٌ، واسْتَقْبَلُوا في نَفْسِ اللَّيْلَةِ تلك سيولاً عَظِيمَةً سَقَتْ بلادَ سفيان بأَجْمَعِها.

  وَمِثْلُ تِلْكَ القَاعِدَةِ قَاعِدَةٌ كَتَبَها قَبَائِلُ سحَارِ الكِرَامِ بأجمعها كلَيْبي ومَالِكِي وَوَقَّعَ عَلَيْها مَشَائِخُهُم وَأَعْيَانُهم وَعُقَّالُهُم.

  وَمِنْ أَلْفَاظِ تِلْكَ القَاعِدَةِ: الحمْدُ لله الذي جَعَلَ أَهْلَ بَيْتِ نَبِيِّهِ قُرَنَاءَ الكِتَابِ، وَأَوْرَثَهُم عِلْمَ السُّنّةِ ومَنْهَجَ الحَقِّ والصَّوابِ، وَجَعَلَ أُجْرَةَ أَبِيهِم عَلى تَبْلِيغِ الرِّسَالَةِ مَوَدَّتَهُمْ وَاحْتِرَامَهُم كما صَرَّحَ بذَلِكَ في الفُرْقَانِ، وعَلى لِسَانِ أَبِيهم سَيِّدِ وَلَدِ عَدْنَان، فَقَالَ تعالى: {قُل لَّآ أَسۡـَٔلُكُمۡ عَلَيۡهِ أَجۡرًا إِلَّا ٱلۡمَوَدَّةَ فِي ٱلۡقُرۡبَىٰۗ}⁣[الشورى ٢٣]، وقَالَ ÷: «أَحِبُّوا اللهَ لِمَا يَغْذُوكُمْ بِهِ مِنْ نِعَمِهِ، وَأَحِبُّونِي لِحُبِّ اللهِ، وَأَحِبُّوا أَهْلَ بَيْتِي لِحُبِّي»، وقَالَ ÷: «ثَلَاثَةٌ أَنَا شَفِيعٌ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: الضَّارِبُ بِسَيْفِهِ أَمَامَ ذُرِّيَتِي، وَالْقَاضِي لَهُمْ حَوَائِجَهُمْ عِنْدَمَا اضْطَرُّوا إِلَيْهِ، وَالْمُحِبُّ لَهُمْ بِقَلْبِهِ وَلِسَانِهِ»، وَالصَّلاةُ والسَّلامُ عَلى أَبِيهِم النَّبِيِّ الكَرِيمِ وعَلى آلِهِ أَهْلِ التَّعْظِيمِ والتَّكْرِيمِ، وَبَعْدُ:

  فإنَّه لما كَانَ مِنْ أَنْصَارِنا وَأَعْوَانِنَا وَقَبائِلِ جِهَاتِنا من سحَار