في رحاب سيرة الإمام المجدد للدين مجدالدين بن محمد بن منصور المؤيدي (ع)،

إبراهيم بن مجدالدين المؤيدي (معاصر)

دراسته ومشائخه

صفحة 13 - الجزء 1

  وإِسْنَادُهُ ¥ أَرْفَعُ أَسَانِيدِ مَنْ أَدْرَكْنا مِنْ أَعْلامِ عَصْرِهِ، ونُجُومِ أَهْلِ دَهْرِه، فلَم يَبْقَ أَحَدٌ ممن أَسْمَعَ على الإمَامِ، ومَنْ في سَمْتِهِ من العُلَماءِ الكِرَامِ غَيرُهُ.

  وكانَ - رِضْوَانُ الله عَلَيْهِ - على ذَلكَ المنْهَجِ من الِعْلمِ، والعَمَلِ، والزّهْدِ، والوَرَعِ، وبُلُوغِ الغَايةِ في الاجْتِهَادِ، والتَّحَرِّي والانْتِقَادِ، وشِدَّةِ المرَاقَبَةِ لله سُبْحَانَهُ، والغَضَب له، وتَقْدِيم مُعَامَلتِه في كلِّ إصْدَارٍ وإيرَادٍ؛ وآثرَ في آخِرِ أيَّامِهِ ¥ العُزْلَةَ والبُعْدَ عن النّاسِ، لما شَاهَدَ من فَسادِ أهْلِ الزَّمَنِ، وتغيِّر الأعْلامِ والسُّننِ، حتى صَارَ كثيرٌ من النّاسِ - لِعَدَمِ الخِلْطَةِ - لا يَتَحَقَّقُ مَعْرِفَتَهُ؛ وتَفَرَّدَ للخُلْوَةِ بنَفْسِهِ، والعِبَادَةِ لِرَبِّه، وإِحْيَاءِ الليلِ والنَّهارِ، بالتّلاوَةِ والأَوْرَادِ والأذْكارِ، إلا ما تَوَجَّهْنا إليْهِ في تَفِرْيغِهِ من الأوْقاتِ للقِرَاءة؛ وأكْرَمه اللهُ تعالى بِكَراماتٍ نيِّراتٍ، وبشارَاتٍ بيِّناتٍ، شَاهَدْناها مُعايَنَةً، ورَأَيْناها مُكَاشَفَةً، مما يُفِيضُه الله تعالى لأَوْلِيائِه، وخَاصَّةِ أَصْفِيائِه، من قَرابَةِ خَاتم أنْبِيائِه، وأَوْلِيائِهم - صَلَوَاتُ الله عَلَيْهم وَسَلامُه -.

  فلله الحَمْدُ على ما وَهَبَ، ونسأله تعالى الإعانة على القِيامِ بما وَجَبَ، إنه قريبٌ مُجِيبٌ.