مما قاله السيد العلامة/ الحسن بن محمد الفيشي ¦
  وأَخْبَارُه، ولا يَجْزُرُ تيَّارُهُ وإنْ تظَاهَرَ مَعَ عَدُوِّه أنْصَارُه: مَوْلانا وشَيْخُنا، الإمَامُ الحَافِظُ الحُجَّةُ الْحُلَاحِلُ، والسَّابِقُ المجَلِّي على السُّبَّاقِ الأمَاثِلِ، أبو الحسنين الأَمْجَدِ، مجْدُالدِّينِ بنُ محمَّد، بَيَّضَ الله غرَّتَهُ، وأَجْزَلَ في الدَّارَيْن كَرَامَتَهُ وتُحْفَتَهُ.
  فحَيَّ هَلا أَخِي إلى مَائِدَةِ الحِكْمَةِ الْمُتَنَوِّعَةِ، ومَلَاكِ الذَّخَائِرِ النَّفِيسَاتِ الرَّائِعَة، فقَدْ صَارَتْ نَصْبَ عَيْنَيْكَ، وفي مُتَناوَلِ يَدَيْكَ، بعْدَ أن كانَتْ هنا وهُنَاكَ، لا تخْضَعُ لطَابَعِ هذا الأسْلُوبِ، وبَعْضُهَا في سِرِّ أَسْرَارِ الْغُيُوبِ، والْعَدَمِِ الْمَحْجُوبِ.
  فتَصَدَّى لها بِجُهُودٍ جَهِيدَةٍ، في مُدَّة مَدِيدَةٍ، واسْتَخْرَجَها من أمَّهاتِها، وأَصْلَحَ منها ما كان قد أَخَذَ منه الزَّمَنُ، وجَلا الصَّدَى عن وَجْهِهَا الْمُسْتَحْسَن ِالحَسَنِ، مع ما ضَمَّ إليها من رَوَافِدِهَا، شعر:
  ذُكِرَتْ فَصَغَّرَها العَذُولُ جَهَالَةً ... حتى بَدَتْ للنَّاظِرِينَ فكَبَّرا
  ومِصْدَاقُ هذا ما قَالَهُ المؤلِّفُ # حين قالَ: (فَهَذَا الْمَجْمُوعُ الْمُبَارَكُ (لَوَامِعُ الأَنْوَارِ) إنْ شَاءَ اللهُ تعالى - خُلَاصَةُ ما يَنِيفُ على عِشْرِينَ مُجَلَّداً في هذا البَابِ ِوغَيْرِهِ، سِوَى ما مَنَّ الله تعالى بِجَمْعِهِ وتَحْصِيلِ نَفْعِهِ، مما لم يَكُنْ مَزْبُوراً في كِتَابٍ، وَلَيْسَ مُخْتَصاً بِجَمْعِ الأَسَانِيدِ؛ بَلْ يَتَضَمَّنُ إنْ شَاءَ الله فَوَائِدَ وفَرَائِدَ من أَنْوَاعٍ من الفُنُونِ، تَقَرُّ بها العُيُونُ، وَيَرْتَاحُ لها الرَّاغِبُونَ)، انتهى.