في رحاب سيرة الإمام المجدد للدين مجدالدين بن محمد بن منصور المؤيدي (ع)،

إبراهيم بن مجدالدين المؤيدي (معاصر)

انقطاع السبل به # وبأصحابه في منى

صفحة 58 - الجزء 1

  فَأَهْوَى بذلِكَ القَائِدِ من أَعْلى الجَمَلِ وأَسْقَطَهُ على الأرضِ مُسْتَعِيناً بالله سبحانه وتعالى، فقامَ الجمَّال من على الأرض رَافِعاً سِلاحَهُ يُرِيدُ البَطْشَ به #، وإذا بثعبان له صَوْتٌ عَظِيمٌ من بين صُخُورِ الجَبَلِ مُنْطَلِقٌ كالسَّهْمِ، وهي مَعْرُوفَةٌ في تلك البلادِ، فارْتَعَبَتْ الجِمَالُ ونَفَرَتْ، فَخَرَّ ذلك الرَّجُلُ مَغْشِياً عليه على الأَرْضِ من هَوْلِ ما سَمِعَ ورَأَى وأَيْقَنَ بالهَلاكِ، وجَعَلَ يَصِيحُ بأعْلى صَوْتِهِ: سَامِحْنا يا شَرِيف، سَامِحْنا يا شَرِيف، وبعضٌ من الحجيج من أصحابه # ممن قد أَتْعَبَهُمْ أولئِكَ الجَمَّالَةُ يَصِيحُونَ قَائِلِينَ: لا تَدَعْ مِنْهُمْ يا سَيِّدي لا جَمَلاً وَلَا جَمَّالاً.

  وبعدَ أنْ هَالَهُم ما حَصَلَ قَامَ ذلك الجَمَّالُ هو وَأَصْحَابُهُ على خِدْمَةِ الحجيج بِعِنَايَةٍ فَائِقَةٍ، وسَارُوا بهم حَسَبَ طَلَبِهِمْ بِرِفْقٍ ولِينٍ، وعندما وَصَلُوا إلى المكان الْمُتَّفَق عليه أَبَوْا أنْ يَأْخُذُوا الأُجْرَةَ، وطَلَبُوا الْمُسَامَحَةَ والدُّعَاءَ لهم.

انقطاع السبل به # وبأصحابه في منى

  وأَخْبَرَنا والدُنا # أنه في إحدى حَجّاتِه قبل وجود السيّارات وتَيَسُّرِ سُبُلِ المواصلات انْقَطَعَتْ به مع أصحابه من الحَجِيجِ السُّبُلُ في أيَّامِ منى، ونَفَذَ ما لديهم من مُؤَنٍ، وجَعَلُوا يَتَراودُونَ فيما بينهم كيف سَيَعْمَلُون، فقال لهم #: نُصلِّي المغْرِبَ والعِشَاءَ وسَيَجْعَلُ اللهُ لنا من أَمْرِنا فَرَجاً ومَخْرَجاً، فقاموا إلى الصلاة، وبعد انتهائِهِ من التسليمِ جاءَهُ رَجُلٌ لم يَعْرِفْهُ، وكان