في رحاب سيرة الإمام المجدد للدين مجدالدين بن محمد بن منصور المؤيدي (ع)،

إبراهيم بن مجدالدين المؤيدي (معاصر)

انقطاع الماء

صفحة 59 - الجزء 1

  الضَّوْءُ خافتاً لم تَتبيَّن له ملامِحُه، وقال له: هل تحتاجون إلى مال؟

  فقال: نعم. إذا كان لديك مَالٌ نَأْخُذُ منك قِرْضَةً مَرْدُودَةً.

  فقال كم تَحْتَاجُ؟

  فأجابه: القَدْرَ الذي تَسْتَطِيعُ تَوْفِيرَه. فلم يَعُدْ لَدَيَّ ولا لَدَى أَحَدٍ من أَصْحَابي شَيءٌ.

  فأعْطَاهُ مَبْلَغاً كبيراً جداً من الرِّيالات الفرانسي المعروفة، فقال له والدنا #: أُرِيدُ مَعْرِفَةَ اسْمِكَ وعِنْوَانِكَ لأَجْلِ ردِّ هذا المال القِرْضَةِ عند تَيَسُّرِهِ.

  فقال له: لا عَلَيْكَ. أنا سَآتي إليكَ لأخْذِهِ. وذَهَبَ.

  فجَعَلَ والدُنا # يَقْسِمُ المالَ بَيْنَ أصْحَابِهِ ويُسَجِّلُ على كلِّ مَجْمُوعَةٍ واحِداً يَلْتَزِمُ عليهم لِرَدِّ ذلك المال لِصاحِبِهِ عند طَلَبِهِ.

  ولكن ما حَصَلَ أنَّ ذلك الرَّجُلَ لم يَعُدْ أبَداً، ولم يَعْرِفْهُ والِدُنا # ولا أَحَدٌ من أَصْحَابِهِ، وأَيْقَنَ هو وأَصْحَابُهُ أنَّ ما حَصَلَ ما هو إلا من أَلْطَافِ الله تعالى عَلَيْهِ ومَنِّهِ وكَرَمِهِ وجُودِهِ.

انقطاع الماء

  وأَخْبَرَنا وَالِدُنا # أنَّه في طَرِيقِ العَوْدَةِ بعدَ الحجّ ذاتَ مَرّة في ذلك الزَّمَنِ قَبْلَ وجُودِ السيّارات، انقَطَعَ عن قَافِلتهم الماءُ، ولم يجدُوا ماءً في المكان المعروف على الطريق الذي يَعْرِفُهُ أهْلُ السَّفر في المرَاحِلِ المعرُوفَةِ، واشتَدّ بهم العَطَشُ ويَئِسَ الجميعُ من النَّجاةِ، فجَعلَ يُشَجّعهم على مُوَاصَلَةِ السَّيْرِ وَاثِقاً بِفَرَجِ اللهِ تَعَالى،