مذاكرات ومراجعات علمية وتاريخية بلندن
  والأدلة على هذا مبسوطة في مواضعها.
  وأمَّا الإماميَّةُ فعندهم أنَّه يجب الانتظار إلى قيام المهدي، وأن التقية واجبة كما هو معلوم من مذهبهم.
  نعم، وإنما قلتُ: أتباع الأئمة الأربعة؛ لأنَّ الأئمة الأربعةَ أنفسَهُم كانوا أَنصارًا لأئمة أهل البيت $، فالإمام أبو حنيفة كان من أتباع الإمام زيد بن علي، وممن أخذ عنه العِلْم، وأَعَانَهُ عند قيامه بمالٍ كثير، وأَفتى بالخروج معه، وأفتى بعده بالخروج مع النفس الزكية محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي $ القائم في المدينة المنورة المستشهد بها، وكذا أفتى بالخروج مع أخيه الإمام إبراهيم بن عبدالله، وهذا معلوم لمن عرف التاريخ، وقد روى هذا صاحب الكشاف فيه(١) وهو من الحنفية، وغيرُه، وقد سُقِيَ أبو حنيفة ¥ السمَّ ببغداد من أجل ذلك، فهو شهيد مع آل محمد $.
  والإمام مالك كذلك أفتى بالخروج مع الإمامين السابقين محمد وإبراهيم ابني عبد الله بن الحسن $، ونالته لذلك محنة مشهورة.
  وأمَّا الإمام الشافعي فأمره في ولاء أهل البيت $ أشهر من نار على علم، وأفعاله وأقواله في هذا الباب لا تُعَدُّ ولا تحصى، وقد كان داعيًا للإمام يحيى بن عبد الله بن الحسن $ في اليمن
(١) تفسير الكشاف للزمخشري (١/ ١٨٣)، ط: (دار الكتب العلمية).