[رواية أخرى]
  فأقبل الرشيد على يحيى صلي الله عليه، فقال: تحفظ من القصيدة التي رثي بها أخاك شيئا؟
  قال: نعم، وأحفظ القصيدة التي حث فيها على الخروج مع محمد بن عبدالله.
  قال: فأنشدنيها، فأنشده هذه القصيدة(١):
  إنَّ الحمامةَ يوم الشعْب من دَثَن ... هاجَتْ فواد محبِّ دائمِ الحزنِ
  إني لآملُ أنَّ ترتدَّ ألفتنا ... بعد التدابُرِ والشحْناءِ والإحنِ
  وتنقضي دولةٌ أحكامُ قاعدتها ... فينا كأحْكام قومٍ عابدي وَثَنِ
  قد طال ما قد بَرَوْا بالجَوْرأعظُمَنا ... بَرْيَ الصّناعِ قداح النَّبْل بالسفنِ
  حتى يُثابَ على الإحسان مُحْسننا ... ويأمن الخائفُ المأْخوذُ بالدمنِ
  قوموا ببيعتكم ننهض بطاعتكم ... إنَّ الخلافة فيكم يابني حسنِ
  لا عزَّ ركنا نزار إنّهم خَذَلوا ... رَهْط النبي ولاركنا ذوي يمنِ
  فأنت أكرمهم فيهم إذا نسبوا ... وأبعد القوم عيذاناً من الإبنِ
  وأفضلُ القوم عند القوم قد علموا ... نفساً وأزكي وأنقاهُم من الدرنِ
  وهو الذي يقول: [من البحر الكامل]
  قل للمشنّئ والمقصّي دارَه ... ترِبَتْ يداك أطلّها مهديُّها
  فلتدهمنكَ غارةٌ جرَّارةٌ ... شعواء يحفز أمْرَها علويُّها
  حتى تُصبِّحَ قَرْية كوفية ... لما تغطرسَ ظالماً قرشيُّها
(١) العقد الفريد ٥/ ٨٦ - ٨٨، شرح نهج البلاغة ٤/ ٣٥٢، الحدائق (مصورة) ١/ ١٩٢، أخبار أئمة الزيدية ٢٠٢.