أخبار فخ وخبر يحيى بن عبدالله (ع) وأخيه إدريس بن عبدالله (ع)،

أحمد بن سهل الرازي (المتوفى: 310 هـ)

[رواية أخرى]

صفحة 102 - الجزء 1

  بكتبيةٍ وكتيبةٍ وكتائبٍ ... حَسَنّية يحتثها حَسَنُّيِها

  فحلف ما قال مما ذكر حرفاً واحداً.

  فقال يحيى صلي الله عليه: يا هارون والله لقد رثاه بقصيدتين بعد موته.

  قال هارون: فترويها؟ قال: نعم. قال: فأنشدنيها.

  فأنشده قول الزبيري⁣(⁣١):

  يا صاحبيَّ دعا الملامة واعلما ... أنْ لَستُ في هذا بأَلْومَ مِنْكما

  وَقِفا بقبر ابن النبي محمدٍ ... لا بأس أنْ تقفا به وتُسلِّما

  قبرٌ تضمن خيرَ أهل زمانه ... حسباً وطيبَ سجيَّةٍ وتكرُّما

  رجل نفي بالعدل جور بلادنا ... وعفا عظيمات الأمور فأنعما

  لم يجتنب قصد السبيل ولم يحد ... عنه ولم يفتح بفاحشة فما

  لو أعظم الحدثان شيئاً قبله ... بعد النبي لكنت أنت المعظما

  أو كان أُمْتع بالسلامة قبله ... أحد لكان قصاره أن يسلما

  ضحوا بإبراهيمَ خيرَ ضحّيةٍ ... فتصرّمت أيّامه وتصرّما

  بطل يخوض بنفسه غمراتها ... لا طائشاً رَعِشاً ولا مستسلما

  حتى مضت فيه السيوف وربما ... كانت حتوفهم السيوف وربما

  أضحى بنوا حسن أُبيح حريمهم ... فينا وأصبح نهبهم متقسما

  ونساؤهم في دورهنَّ نوائح ... سجع الحمام إذا الحمام ترنما


(١) تنسب لعبدالله بن مصعب بن ثابت في تاريخ الطبري ٧/ ٦٠٢، ٦٠٣، ومقاتل الطالبيين ط ٢ - ٢٦٧ - ٢٦٨، والكامل ٥/ ٥٥٤، ٥٥٥، والحدائق الوردية (مصورة) ١/ ١٧٥.