أخبار فخ وخبر يحيى بن عبدالله (ع) وأخيه إدريس بن عبدالله (ع)،

أحمد بن سهل الرازي (المتوفى: 310 هـ)

[رواية أخرى]

صفحة 100 - الجزء 1

  فاستضحك الرشيد، فقال يحيى: يا هارون إنما الناس نحن وأنتم، فإن خرجنا عليكم فلا لوم علينا، لأَنَّكم أَكلتُم وأَجعتمونا، ووجدنا بذلك مقالاً فيكم، ووجدتم بخروجنا عليكم مقالاً فينا، يتكافؤوا فيه القول، ويعود الرشيد على أهله بالفضل، فلِم يجرؤ هذا وضرباءه على أهل بيتك، فقد كان معاوية أبعد نسباً منك، سعي عبدالله بن الزبير إليه بالحسين بن علي وتَنَقَّصَه، فقال له معاوية: تَنْتَقص الحسين في مجلسي؟ لا ولا كرامة لك، فقال ابن الزبير: يا أميرالمؤمنين كيف تنهاني وأنت تشتمه؟.

  قال: لحمي آكله ولا أوْكِلُهُ⁣(⁣١).

  يا أميرالمؤمنين والله ما يسعى هذا بنا إليك نصيحة منه لك، ولكن عداوة منه لنا جميعاً؛ إذْ قصرت يده سعي بنا عندك، كما سعي بكم عندنا عن غير نصيحة منه لنا، يريد أن يباعد بينا ويشتفي من بعضنا ببعض، بغضاً منه، لأنَّا أهل بيت رسول الله ÷ دونه، واللهِ يا أميرالمؤمنين لقد جاءني هذا حين قُتِلَ أخي محمد بن عبدالله، فقال: فعل الله بقاتله؛ وأنشدني فيه مَرْثيةً عشرين بيتاً، وقال لي: إن خرجت في هذا الأمر فأنا أول من يبايعك، وقال: ما يمنعك أن تلحق بالبصرة فإنهم شيعة أخيك إبراهيم، وإنَّ أيدينا مع يدك.

  قال: فتغّير وجه الزبيري واسودّ، وأقبل عليه هارون فقال: ما يقول هذا يا بكار؟ قال: كاذب يا أمير المؤمنين، ما كان ممّا قال حرف واحد.


(١) هناك زيادة في الحديث، انظر مقاتل الطالبيين، حيث أفحم الإمام يحيى بن عبدالله هارون الرشيد في مسألة أيهما أقرب إلى الرسول ÷، قال هارون: فأينا أقرب إلى رسول الله ÷ أنا أو أنت، وهذه المسألة كانت محل اختلاف بين العلويين والعباسيين رغم وضوح الحقيقة فيها، المقاتل (ط ٢ - ٣٩٧)، المصابيح (٢٤٤) مصورة.