[نقض أمان يحيى #]
  فأمر الرشيد برد يحيى # إلى الحبس، وخرج الزبيري فضربه الفالج في شقّه الأيمن فمات من ساعته، فولى الرشيد ابنه المدينة من بعده.
  قال عيسى بن أبي جعفر: فوالله ما سرّني أن يحيى نقصه حرفاً واحداً مما قال له، ولا وددت أنه قصّر في شيء من مخاطبته إياه.
  حدثني أبو زيد، قال: حدثني غير واحد: أن يحيى بن عبدالله ~، قال يومئذ لهارون: والله إنه ليتقرب إلينا بعداوتكم وبعداوتنا إليكم في سالف الدهر وحديثه، وما اجتمعنا له إلا جمعنا بالعداوة، ولا يخص مقته ولا بغضه واحداً دون صاحبه.
  قال: وما أقبل عليه يحيى # في مخاصمته حتى افترقا، ما كان يُقبل إلا على هارون ولا يخاطب غيره حتى قال ابن مصعب: ألست الواثب في سلطاننا؟. قال يحيى: ومن أنتم عافاكم الله؟. يريد الزبيري. وإنَّه لمقبل على هارون، فتبسم هارون منه مُسّتسِراً بذلك.
  ثم أقبل يحيى فقال: والله يا هارون إنْ كان من أصحاب محمد الذين نصروه بأيديهم وألسنتهم؛ وإنه القائل؛ وذكر الشعر:
  قوموا ببيعتكم ننهضْ بطاعتكم ... إن الخلافة فيكم يابني حسنِ
  ثم أمر بحبسه فذكر نحو ذلك.
[نقض أمان يحيى #]
  وسمعت موسى بن عبدالله يذكرعن البكري: أن هارون جمع الفقهاء والقرشيين،
= قد وحده سبحانه).