أخبار فخ وخبر يحيى بن عبدالله (ع) وأخيه إدريس بن عبدالله (ع)،

أحمد بن سهل الرازي (المتوفى: 310 هـ)

[نقض أمان يحيى #]

صفحة 105 - الجزء 1

  فأمر الرشيد برد يحيى # إلى الحبس، وخرج الزبيري فضربه الفالج في شقّه الأيمن فمات من ساعته، فولى الرشيد ابنه المدينة من بعده.

  قال عيسى بن أبي جعفر: فوالله ما سرّني أن يحيى نقصه حرفاً واحداً مما قال له، ولا وددت أنه قصّر في شيء من مخاطبته إياه.

  حدثني أبو زيد، قال: حدثني غير واحد: أن يحيى بن عبدالله ~، قال يومئذ لهارون: والله إنه ليتقرب إلينا بعداوتكم وبعداوتنا إليكم في سالف الدهر وحديثه، وما اجتمعنا له إلا جمعنا بالعداوة، ولا يخص مقته ولا بغضه واحداً دون صاحبه.

  قال: وما أقبل عليه يحيى # في مخاصمته حتى افترقا، ما كان يُقبل إلا على هارون ولا يخاطب غيره حتى قال ابن مصعب: ألست الواثب في سلطاننا؟. قال يحيى: ومن أنتم عافاكم الله؟. يريد الزبيري. وإنَّه لمقبل على هارون، فتبسم هارون منه مُسّتسِراً بذلك.

  ثم أقبل يحيى فقال: والله يا هارون إنْ كان من أصحاب محمد الذين نصروه بأيديهم وألسنتهم؛ وإنه القائل؛ وذكر الشعر:

  قوموا ببيعتكم ننهضْ بطاعتكم ... إن الخلافة فيكم يابني حسنِ

  ثم أمر بحبسه فذكر نحو ذلك.

[نقض أمان يحيى #]

  وسمعت موسى بن عبدالله يذكرعن البكري: أن هارون جمع الفقهاء والقرشيين،


= قد وحده سبحانه).