أخبار فخ وخبر يحيى بن عبدالله (ع) وأخيه إدريس بن عبدالله (ع)،

أحمد بن سهل الرازي (المتوفى: 310 هـ)

[نقض أمان يحيى #]

صفحة 106 - الجزء 1

  وأحضر أمان يحيى بن عبدالله.

  قال: وكان فيمن أُحْضِرَ من الفقهاء محمد بن الحسن، والحسن بن زياد.

  وسمعت يحيى بن موسى يقول: هذا غلط، الذي أحضر أبو يوسف، وأخبرني أبو بكر محمد بن أحمد الرازي عن موسى بن نصر: أن الذي أُحْضِر أبو يوسف.

  وسمعت أبا علي البستاني يذكر عن ابن سماعة صاحب محمد بن الحسن، قال سمعت محمد بن الحسن يقول: بعث إليَّ هارون في أمر يحيى وأمانه، وقد جُمِع له الفقهاء والقرشيين، فجعلت على نفسي أن أصحح الأمان ولو كان فاسداً لأحقن دمه.

  فذاكرت ابن أبي عمران بهذا الخبر، فذكر عن ابن سماعة نحو ما ذكر البستاني عنه.

  قال ابن سماعة: قال محمد بن الحسن: لما سألني هارون عن أمان يحيى أراد مني ومن غيري أن ندّله على رخصة يصل بها إلى قَتْل يحيى؛ قال: فدفع إليَّ الأمان وقال: انظر في هذا الأمان الفاسد.

  قال: فنظرت فيه فرأيته أصح أمان، ولو كلفت أن أكتب مثله على صحته لصعب عليّ.

  قال: فقمتُ قائماً، فقلتُ: يا أمير المؤمنين حرام الدم، ما رأيت أماناً قط أصح منه ولا أوثق منه، وليس في نقضه حيلة.

  قال: فأخذ دواةً بين يديه فرماني بها فَشجَّ رأسي، ودفعه إلى غيري حتى عرضه على جميع من حضر، فقالوا كلّهم مثل قولي إلا أنهم لم يبادوا به؛ فقال: وهب بن وهب أبوالبختري بعدما قال هو: إنه صحيح؛ هاهنا حيلة.

  قال: ماهي؟

  قال: إنْ قال الفضل ابن يحيى إنه نوي وقت ما أعطاه الأمان غيرالوفاء فالأمان باطل.