[وصول إدريس إلى المغرب وما وقع بينه وبين الرستميين]
[وصول إدريس إلى المغرب وما وقع بينه وبين الرستميين]
  فوقعوا في أرض إفريقية وكان الغالب على أهلها الخوارج والمعتزلة، وكان أحد الرجلين الذين مع إدريس من أهل البصرة، من شيعة أخيه إبراهيم بن عبد الله معتزلياً بليغةاً خطيباً، فكاتبهم إدريس، وكلّمهم البصري وكان حَسَنَ البيان، فسارع الناس إلى إدريس واتّبعوه.
  فاتصل خبره بروح بن حاتم(١) بن قيبصة بن المهلب، فوجّه في طلبه الخيل؛ فأحاطت بالموضع الذي هو فيه، فركب إدريس وسبق إلى جبال نفوسة - وهي قبيلة من قبائل البربر خوارج - فمنعوه أن يصل إليه أصحاب روح، ووقعت بينهم حرب شديدة قُتل فيها عالم من الناس، فكتب الموجَّه في طلبه إلى روح يعلمه ذلك.
  فكتب روح إلى عبدالوهاب بن رستم: أن هذا إدريس بن عبدالله، وأنت عارفٌ بعداوته لك ولمن مضى من سلفك؛ ولو ظفر بك لتقرّب بدمك إلى الله، ونحو ذلك.
  فلما ورد كتابه على عبدالوهاب، كتب إلى أهل نفوسه يأمرهم أن يشدوه وثاقاً ويحملوه إليه فإنه لا يأمن الفتنة به.
  وكان إدريس قد دعا أهل نفوسة إلى حقه؛ وبّين لهم خطأ ما هم عليه من البراءة من علي بن أبي طالب #، فاستجاب له منهم خلْق وأبى ذلك أكثرهم.
  فلما ورد عليهم كتاب عبدالوهاب اختلفوا، فقال المجيبون لإدريس: كيف نحمل ابن
(١) روح بن حاتم بن قبيصة بن المهلب بن أبي صفرة الأسدي، ولي لخمسة من الولاة العباسيين ابتداء من السفاح إلى الرشيد، ولاّه الرشيد إفريقية في رجب (١٦١ هـ) وبقي فيها حتى وفاته (١٧٤). فهارس الطبري.