[رسالة إدريس إلى المغاربة]
  رسول الله ÷ إلى شيطان مارق وقد استجار بنا، لاها الله ما إلى خذلانه سبيل.
  قال: فلما رأى أهل الرأي منهم الإختلاف خافوا أن يتفاوتوا، فمشى بعضهم إلى بعض في أمره فاتفقوا أن يحملوه إلى حيث يأمن، ورضي إدريس منهم بذلك.
  وكان إدريس قد كاتب قبائل البربر وأهل سلف وتاهرت وزناته وزواغة وصنما وصنهاجة ولواته(١)، واستجابوا له ووعدوه النصر والقيام معه حتى يبلغ ما يريد أو يموتوا عن آخرهم.
[رسالة إدريس إلى المغاربة]
  وهذه رسالته إليهم كما قال الحسن بن علي بن محمد بن الحسن بن جعفر بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب:
  
  «الحمدلله الذي جعل النصر لمن أطاعه، وعاقبة السوء لمن عَندَ عنه، ولا إله إلا الله المتفرّد بالوحدانية، الدال على ذلك بما أظهر من عجيب حكمته ولطف تدبيره، الذي لا يُدْرَكُ إلا بأعلامه وبيناته، سبحانه منزّهاً عن ظلم العباد؛ وعن السوء والفساد، {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ١١}[الشورى: ١١]، وصلى الله على محمد عبده ورسوله وخيرته من جميع خلقه، انتجبه واصطفاه؛ واختاره وارتضاه ~ وعلى آله أجمعين.
(١) مدن في المغرب العربي البعض باقية حتى اليوم بأسمائها، والبعض قد اندثرت أسماؤها، انظر معجم البلدان.