[رسالة إدريس إلى المغاربة]
  تعالى: {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ}[الحجرات: ٩].
  فهذا عهد الله إليكم، وميثاقه عليكم في التعاون على البر والتقوى؛ ولا تعاونوا على الإثم والعدوان، فرضاً من الله واجباً؛ وحكماً من الله لازماً، فأين عن الله تذهبون، وأني تؤفكون، وقد جابت الجبابرة في الآفاق شرقاً وغرباً، وأظهروا الفساد؛ وامتلأت الأرض ظلماً وجوراً، فليس للناس ملجأ؛ ولا لهم عند أعدائهم حسن رجاء، فعسى أن تكونوا معاشر إخواننا من البربر اليدَ الحاصدة للجور والظلم، وأنصار الكتاب والسنة، القائمين بحق المظلومين من ذرية خاتم النبيئين، فكونوا عند الله بمنزلة من جاهد مع المرسلين ونصر الله مع النبئيين والصديقين.
  واعلموا معاشر البربر أني ناديتكم وأنا المظلوم الملهوف، الطريد الشريد؛ الخائف الموتور، الذي كَثُر واتروه، وقلّ ناصروه، وقُتل إخوته وأبوه، وجده وأهلوه، فأجيبوا داعي الله فقد دعاكم إلى الله، قال الله تعالى: {وَمَنْ لَا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءُ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ٣٢}[الأحقاف: ٣٢]. أعاذنا الله وإياكم من الضلال وهدانا وإياكم إلى سبيل الرشاد.
  وأنا إدريس بن عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، رسول الله ÷؛ وعلي بن أبي طالب ¥ جدّاي، وحمزة سيد الشهداء وجعفر الطّيار في الجنة عمّاي، وخديجة الصديقة وفاطمة بنت أسد الشفيقة برسول الله جدّتاي، وفاطمة بنت رسول الله ÷ سيدة نساء العالمين، وفاطمة بنت الحسين سيدة بنات ذراري النبيين أُمَّاي، والحسن والحسين ابنا رسول الله أبواي، ومحمد وإبراهيم ابنا عبدالله المهدي والزاكي؛ أخواي.