[هل كان فرعون يستطيع قتل موسى]
  طلبت، من ترك قتل موسي، حكم عليه بها علم صيرو أمره، فكان ما ألقي عليه من المحبة منه سبحانه سبباً لنجاته، فنجّاه سبحانه من فرعون، ورجّعه إلى أمة، كي تقر عينها ولا تحزن، فأخبر بذلك ووعدها ما وعدها، لعلمه با سيكون من امرأة فرعون وطلبها في موسي وإجابة فرعون لها، كما أخبر عمَّا يكون في يوم الدين. فهذا معني ما ذكر الله من ذلك إن شاء الله، لا ما قال الفاسقون، وذهب إليه الضالون. تم وانقضى كلام الهادي إلى الحق ~.
  قال أحمد بن يحيى ª: ومن الحجة لنا عليكم أنا نقول: إن الله تبارك وتعالى جعل الآجال التي جعلها لعباده إلى مدة غير محتومة، ولا ممنوعة ولا محظورة، ممن أرادها من القاتلين، ولو جعلها محتومة ممنوعة محظورة، ثم اجتمع جميع أهل السماوات والأرض على أن يقتلوا رجلاً واحداً، ما قدروا على ذلك ولا نالوه أبدا، لأن ليس لما منع الله ø قاتل ولا خاتل، فمن اراد قتل أحد لم يحُلْ بينه وبينه حائل، إلا بما حرّم الله جل وعز في كتابه، من سفك الدماء، وجاءت به الرسل، وذلك قوله تعالى: {وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ}[الأنعام: ١٠١، الإسراء: ٣٣]، يعني: نفساً بنفس، مثلها قُتلت، أو بكفرٍ، أو بارتدادٍ عن الاسلام، أو بحدّ من بعض الحدود الواجبة، لا غير ذلك.
  فنقول لعبد الله بن يزيد البغدادي، ولمن قال بقوله: أخبرونا عن قوله: {وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ}[الأنعام: ١٠١، الإسراء: ٣٣]؟ وإنما خلق الله سبحانه أفعال القاتلين وأرادها، وقضاها وقدَّرها، في قولكم واعتقادكم، لا في قولنا ولا اعتقادنا، أفرأيتم مَن قتل نفساً بغير حق، مثل الحسين بن علي #، ومن قتل عبيد الله بن زياد عليه لعنة الله، طالباً له بدم الحسين بن علي #، أليس