مجموع كتب الإمام الناصر أحمد بن الهادي،

الإمام الناصر أحمد بن يحيى (المتوفى: 325 هـ)

[هل كان فرعون يستطيع قتل موسى]

صفحة 164 - الجزء 1

  كلاهما إنما قتل المقتول بها خلق الله ø من فعله وقدّره، وقضاه وأراده؟!

  فإن قلتم: لا نقول ذلك، لزمكم أنكم قد رجعتم عن قولكم، وبان خطاؤكم.

  وإن قلتم: نعم، كلاهما إنما الله سبحانه خلق فعله وقدره، وقضاه واراده.

  قلنا لكم: فأيها الحق وأيها الباطل؟

  فإن قلتم: قتل الحسين بن علي # هو الحق، كفرتم وخرجتم عن الاسلام، لقول النبي ~ وعلى آله وسلم: «الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، وأبوهما خير منها».

  فإن قلتم: بل نقول: قتل عبيد الله بن زياد عليه لعنة الله هو الحق، وقتل الحسين بن علي # هو الحرام والباطل والظلم.

  قلنا لكم: فقد لزمكم ووجب عليكم في قولكم هذا أن بعض خلق الله سبحانه وتقديره وقضائه وإرادته باطل، وبعضه حق، لأن كلا الفعلين - زعمتم - إنما هو خلق الله تبارك وتعالى وقضاؤه، وإرادته وتقديره، وقد سمعنا الله ø يقول في كتابه: {يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ ٥٧}⁣[الأنعام]. وزعمتم أنتم أنه يقضي الباطل.