[هل كان فرعون يستطيع قتل موسى]
  ادعيتم عليه خلقاً يلزم به لكم حجة غير الاستطاعة المركبة في الجوارح، والحديد الذي لا حجة على الله سبحانه فيه، الذي قتلوا به من قتلوا، وليس تجدون معنى غير ما ذكرنا يجب به أن الله خلق افعالهم.
  وإلا فأين هذا الخلق الذي لا يُرى لا يسمع، ولا يذاق ولا يشم، ولا يلمس ولا تُدركِه الحواس، ولا يقاس بالناس، ولا تحيط به الأقطار.
  خرجتم من دعواكم في التوحيد، ولزمكم أنكم تقولون: إن الله ø خلق خلقة لا تدركه الحواس، ولا يقاس بالناس، ولا تحيط به الأقطار، وليس يعرف بهذه الصفة إلا الله الواحد القهار، الذي لا تدركه الحواس، ولا يقاس بالناس، ولا تحيط به الأقطار!
  وإلا فأوجدونا هذا الخلق الذي ادّعيتم أن الله ø خلقه غير الاستطاعة المركبة في الجوارح السالمة، والحديد الذي قتلوا به الأنبياء، وأئمة الهدى، والمؤمنين والكافرين، وليس على الله تبارك وتعالى - في تركيب الاستطاعة فيهم، ولا خلقه للحديد - حجةٌ ولا علة لمعتلّ، لأنه قد أمرهم ونهاهم، وفي هذا الموضع تتبيّن فضيحتكم وانقطاع حجتكم، وتفسد دعواكم في قولكم: إن الله ø خلق أفعال العباد.
  فأرونا أين هذا الخلق الذي ذكرتم غير ما قلنا؟! فلن تجدوا ذلك أبداً بوجه من جميع الوجوه كلها، ولا بسبب من جميع الأسباب.
  وتفسير ذلك أن الحركة موجودة في بني آدم قبل أفعالهم، والحركة فهي فرع الاستطاعة المركبة في البنية، لأن بني آدم يجوز عليهم الحركة والسكون، وذلك فعلهم وليس هو فعل الله ø، وكذلك خلقهم الله ø قادرين على الحركة والسكون، مملّكين لذلك، مأمورين منهيّين، وخلق الجبال وما أشبهها من