مجموع كتب الإمام الناصر أحمد بن الهادي،

الإمام الناصر أحمد بن يحيى (المتوفى: 325 هـ)

[هل كان فرعون يستطيع قتل موسى]

صفحة 169 - الجزء 1

  يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى}⁣[إبراهيم].

  أفلا ترى أن لهم أجلاً مسمي قد وُعدوا التأخير إليه، فلم يطيعوا الرسل ولم يقبلوا القول، فلذلك لم يبلغوا بمعصيتهم وكفرهم ما شُرط لهم من بلوغ الأجل، فأخذهم الله ø بتعجيل العقوبة، فاخترمهم دون ما سمَّي لهم لو أطاعوا ورجعوا إلى دينه، وفي هذا كفاية والحمد لله.

  ومن الحجة أيضا، قوله ø: {فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ ٩٨}⁣[يونس].

  أفلا ترى أن الله ø قد كان أعلم يونس صلى الله عليه أن العذاب واقع بهم، فأعلمهم يونس بذلك فآمنوا بعد انصراف يونس عنهم، فأخّر الله عنهم العذاب بعد ما كان قد حتمه عليهم، فهذا أكبر الدليل، واوضح شاهد، والحمد لله.