[كره الله انبعاثهم فثبطهم]
  الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ وَهُمْ أَغْنِيَاءُ رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ}[التوبة: ٩٣]. وقال: {اسْتَأْذَنَكَ أُولُو الطَّوْلِ مِنْهُمْ}[التوبة: ٨٦]، وحلفوا ما لهم طَول، فشهد الله إنهم لكاذبون.
  وقال في بعض ما أنزل الله في كتابه: {وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلًا أَنْ يَنْكِحَ}[النساء: ٢٥]، يقول: من لم يكن له مال أن ينكح المحصنات فسمّى المال استطاعة الطول، وذلك أنه حين استنفر هم اعتلّوا له بأن ليس لهم طول مال، فكذّبهم الله.
  الجواب قال أحمد بن بجي ~: أما ما سألت عنه من قول الله ø: {وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ}[التوبة: ٤٦]، فإنا نقول لك: إنما جئتَ بوسط الخبر الذي ذكره الله ø عن العاصين لنبيه صلى الله عليه، ولم تعقل ماقبله ولا ما بعده من شواهد حجج الله جل ثناؤه المؤكدة، وبراءته من ذنوبهم الواضحة، إذ قال: {وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً}[التوبة: ٤٦]. ونحن نقول لك: أخبرنا هل افترض الله ø الجهاد على من بعث إليهم محمدا صلى الله عليه أم لا؟
  فإن قلت: لا، أكذبك جميع الخلق من أهل الإسلام.
  وإن قلت: نعم، قلتَ في ذلك الحق. إن الله ø قد افترض الجهاد على جميع أمة محمد صلى الله عليه، ولم يفرضه على بعضهم دون بعض إلا مَن عذره الله ø، من المريض، أو الأعرج، أو الأعمى، أو الضعيف، أو المجنون، أو الطفل، فإذا لزمك هذا القول، قلنا لك: أفليس قد أمرهم رسول الله صلى الله عليه بالخروج للجهاد في سبيل الله؟
  فإذا قلت نعم.
  قلنا لك: فأخبرنا عما نحن سائلوك عنه، وفيه قطعُ دعواك جميعا، في العلم