مجموع كتب الإمام الناصر أحمد بن الهادي،

الإمام الناصر أحمد بن يحيى (المتوفى: 325 هـ)

[كسب الأشعرية]

صفحة 176 - الجزء 1

  حجة، فَلِمَ إذاً سماه: ظلماً وعلوا وفساداً، وإلا فأين العدل والحق، وترك الجور والظلم؟!

  وأما قولك: أليس مَن عَلِمَ الله منه أنه لا يطيعه، فقد كره منه أن يكون منه غير ما علم؟

  فإن قلنا: - زعمت - نعم، فقد أعطيناك ما عبنا عليك من جورك الذي سميته عدلاً، ø الله عما قلت! وبالله ما نعلم للمشركين حجة على الله ø، ولا على رسوله صلى الله عليه، تقوم بعذرهم، وتقطع من خالفهم، أقوى من حجتك هذه التي احتججت علينا بها، لأنه يجب للمشركين - على قَوَد قولك هذا، وفريتك على الله ø، ودعواك الباطلة - أن مَن علم الله ø منه أنه لا يطيعه، أنه قد كره منه أن يكون منه غير ما علم الله سبحانه، أن يقول المشركون المحمد ~ وعلى آله وسلم: أخبرنا يا محمد أليس قد علم الله منا آنّا لا نؤمن ولا نتبعك أبداً؟

  فيها قولك يا عبد الله بن يزيد البغدادي في جواب رسول الله صلى عليه وعلى آله لهم، هل يجوز له أن يقول: لا، لم يعلم الله أنكم لا تؤمنون ولا تقبلون مني، فإن جوزتَ ذلك على رسول الله ~، كفرت وخرجت من الإسلام.

  وإن قلت: إن الواجب أن يقول لهم رسول الله صلى الله عليه: بلى، قد علم الله أنكم لا تؤمنون بي ولا تتبعونني أبدا، فإذا قال ذلك النبي #، قالوا له كما قلت أنت: أخبرنا يا محمد فلِمَ أُرسلتَ إلينا، وقد علم أنا لا نؤمن أبداً ولا نتبعك؟ وكيف يجوز عندك يا محمد في حكمة ربك أن يأمرنا أن نتحول عن عبادة