[كسب الأشعرية]
  مَعَكُمْ}[التوبة: ٤٢]، يعني - زعمت - أنهم لا يستطيعون أن يصنعوا غير ما علم الله، وإنما عنى الله ø بذلك - زعمت - أنهم حلفوا أنهم لا يقدرون على استطاعة المال، وزعمت أن الله شهد أنه كاذبون، وقد قال ø - زعمت في حجتك -: {وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلًا أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ}[النساء: ٢٥].
  الجواب قال أحمد بن يحيى @: فقد لزمك في هذا القول بأن الذي احتججت به علينا أن الاستطاعة قبل الفعل، إذ أقررت وزعمت من لسانك أن الله ø شهد عليهم أنهم حلفوا ما معهم استطاعة المال وهي معهم - على قولك - وذلك عندنا نحن الأمر الذي عاب الله ø عليهم، إذ كانت معهم استطاعة المال، ثم حلفوا ما هي معهم وهي معهم، قبل الخروج مع النبي صلى الله عليه وزعمتَ أنها التي عني الله ø، ففررتَ من شيء ووقعت فيه، فإذا لم تُقر لنا أنهم إنما حلفوا على أنهم لا يقدرون على الخروج بالأبدان، لأن ليس معهم استطاعة الخروج بالأبدان - على قولك - وزعمت أن معهم استطاعة المال، وقلت: إن الله شهد عليهم بذلك، فقد وقعت فيها فررت منه، وليس نريد منك أكثر من هذه الآية.
  قد لزمك أن الله ø شهد عليهم أن معهم استطاعة المال، ولمَ يخرجوا مع رسوله صلى الله عليه وعلى آله، وهذا قولنا و به وجبت لله ø عليهم الحجة، وقد شهدتَ للمنافقين بالبراءة ودافعت عنهم، ولزمك في قولك أن الاستطاعة قبل الفعل، لقول الله ø على إجماعنا وإجماعك معنا: {وَسَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَوِ اسْتَطَعْنَا لَخَرَجْنَا مَعَكُمْ يُهْلِكُونَ أَنْفُسَهُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ٤٢}[التوبة]، فأقررت أن معهم المال، ولكون المال معهم لزمهم الخروج مع النبي صلى الله عليه (ولزمتهم