[شبه حول {ألم نخلقكم من ماء مهين 20}]
[شبه حول {أَلَمْ نَخْلُقْكُمْ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ ٢٠}]
  ثم قال عبد الله بن يزيد البغدادي: ثم سلهم عن قول الله سبحانه: {أَلَمْ نَخْلُقْكُمْ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ ٢٠ فَجَعَلْنَاهُ فِي قَرَارٍ مَكِينٍ ٢١ إِلَى قَدَرٍ مَعْلُومٍ ٢٢}[المرسلات]، ما يعني بذلك؟
  فإن قالوا: عنى بذلك: أنه يخبرنا أنه خلقَنا من ماء مهين، وجعله في قرار مكين إلى قدر معلوم، يخرجه ويولجه.
  فقُلْ ذلك كذلك.
  أخبروني الآن عن رجل شقّ بطن امرأة حبلى، فأخرج ولدها ظلماً وعدواناً، أليس بقدر معلوم خرج؟
  فإن قالو: خرج بغير قدر الله.
  فقل لهم: فما كان يقدر الله قدرا غير هذا؟
  [فإن قالوا: نعم].
  فقل: أليس قد يستطيع العباد أن يكون منهم الذي قال الله: أنه معلوم أن لا يكون معلوماً؟
  فإن قالوا: نعم، فهذا أعظم الفرية، وقد أعطوك ما كنت تجتزئ منهم بدونه.
  وإن قالوا: خرج حين شق بطنها بقدر، فقد قدّر الله المعصية، لأن شقه بطنها معصية، وبذلك خرج، فقد قدّر الله أن يخرج من بطنها بمعصيته.
  فإن قالوا: نعم، فهو قولك اللي عابوا عليك من العدل [الذي] قد دخلوا فيه.