[شبه حول {ألم نخلقكم من ماء مهين 20}]
  تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ}[المائدة: ١١٩] ... إلى آخر الآية، فيجب في قولكم أن يأمر بفرعون إلى الجنة لأنه صدق، وقد وعد الله الصادقين الجنة وهو لا يخلف الميعاد، وكفى بهذا فضيحة وبلاءً!
  وبَعدُ فلِمَ قلتَ في مسألتك هذه: فأخبروني عن رجل شق بطن امرأة حبلى، فأخرج ولدها ظلماً وعدواناً - زعمت؟
  أخبرنا أنت أين موضع الظلم والعدوان الذي قلتَ؟! وهذا الرجل الذي شق بطن المرأة يحتج عليك بأن الله خلق فعله وقدّره عليه، وأراده وقضاه، وأن الله سبحانه علم أنه يشق بطن المرأة، ثم لا يقدر هذا الرجل أن يفعل مِن ترك شق بطن المرأة غير ما علم الله منه وقدره عليه، وأراده منه، وخلقه من فعله!
  فأخبرنا يا عبد الله بن يزيد البغدادي وإخوانك المجبرة لم سميت شقه لبطن المرأة: ظلماً وعدوانا؟ واعلمنا أين الظلم والعدوان؟ وكيف هيئتُه، حتى نعرفه كما عرفته، بحجة قاطعة، وبيّنة عادلة؟ فإن الجنة لا تُدخَل إلا بالحق، وإن النار لا تُدخَل إلا بالحق أيضا، إذ القاضي من شأنه العدل وترك الجور والظلم، وقد قال جل ثناؤه: {لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ ٢٣}[الأنبياء].
  فإن كان شق بطن هذه المرأة فعلاً لله - تعالى عما قلتم - خلقه وقدّره، وأراده وقضاه، ظلماً وعدوانا، فقد ظلمت الرجل في إضافتك إليه الظلم والعدوان، وهو فعل غيره، لأنه فعل ربك - زعمت - فليس لك أن تسألنا عنه، لأن الله ø قال: {لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ ٢٣}[الأنبياء].
  وما قولك إن سألناك: أهو فعل الله جل ثناؤه تفرّد به دون الرجل الذي ذكرت أم لا؟