[شبهة في قوله: {فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر}]
[شبهة في قوله: {فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ}]
  ثم قال عبد الله بن يزيد البغدادي: ثم سلهم عن قول الله ø: {فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ}[الكهف: ٢٩]، أتخيير ذلك أم وعيد من الله؟!
  فإن قالوا: تخيير.
  فقل: هل سمعتم الله خيّر قوماً قط ثم عنَّفهم أن يأخذوا ببعض ما خيّرهم؟ أليس إنما يقع التخيير في كلام العرب أن المخيّر ليس بمذنب إذا اختار، وذلك في كتاب الله قوله: {تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ}[الأحزاب: ٥١]، فهو إن أرجي أو آوي، فلا ذنب عليه ولا تباعة. وقوله: {فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ٣٩}[ص]، فهو إن مَنّ أو أمسك فليس مذنباً ولا حساب عليه، فهكذا خيّرهم الله؟
  فإن قالوا: نعم، فَهُم إن أخذوا بالشرك بالله فلا ذنب عليهم ولا تباعة، لأنهم إنما اختاروا ما جعل الله لهم فيه الخيار.
  وإن قالوا: ذلك وعيد من الله لهم، كقولك: افعل، أما والله لئن فعلتَ لتعلمن، وكقول الله سبحانه: {قُلِ اسْتَهْزِئُوا}[التوبة: ٦٤]، فقد قالوا فيه بالعدل، وذلك ما عابوا عليك قد أعطوكَهُ.
  الجواب قال أحمد بن يحي ª: أما سؤالك عن قول الله ø: {فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ}[الكهف: ٢٩]، ثم بلغت إلى هاهنا،